10 نوفمبر 2025

تسجيل

كفى بالمرء

29 أكتوبر 2018

من أنت؟!. وماذا تريد؟!.وماذا تريد أن تفعل؟!. منحك خالقك سبحانه عقلاً فماذا أنت فاعل به؟ وبماذا تفكر فيه؟ بعقلك هذا تحقق به مشاريع مهمة، تحرك واقعك بإيجابية وتميز. بعقلك هذا تحترم حضارة خير أمة وتعمل لها حاضراً ومستقبلاً. ألا يكفيك سلبيات أيها المرء. فهناك، أمم تتقدم وأمم تتأخر.. أمم تصعد وأمم تهوى إلى الحضيض.. أمم تتلاحم وأمم تتناحر..أمم تمنح أهلها الحرية وأمم تكمم أفواه أهلها وتصادر حتى الصمت.. أمم تقدر صوت الحرية بكلماتها وأمم تقتل صوت الحرية غدراً وغيلة.. أمم تحترم الإنسان حراً وأمم تُهين الإنسان وتريده عبداً لها.. « متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟.» «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع». كفى بالمرء جرماً أن يعطي أخاه آماناً ؛ فإذا يغدر به إذا دخل بيته. كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة. كفى بالمرء خسة ودناءة؛ يُثني على الطغاة ويمدحهم ويعلم أنهم ينتهكون الحرمات؟ كفى بالمرء صمتاً عن قول الخير والحق بالتي هي أحسن. كفى بالمرء أن يخون وطنه ومجتمعه وامته يعدهم ويمنيهم وعوداً وأوهاماً من مشاريع ورؤى. كفى بالمرء غروراً أن يعظم ذاته ويفخّمها في مؤتمرات ومنتديات وملتقيات؟ فإذا هو شجرة خاوية من الداخل ستقع يوماً ما!. قريباً بإذن الله. كفى بالمرء أن يُحطّم غيره ليصعد هو. كفى بالمرء رذيلة أن يُعجب بنفسه. كفى بالمرء يوم أن يكون حاكماً فإذا به يظلم وينتهك ويسجن العلماء والدعاة والمخلصين ليرضي أسياده، ويظن أنه يرضيهم. وما هو بقادر؟!. كفى بالمرء سفهاً يوم أن يكون حاكماً ويُبدد ثروات شعبه في حروب واغتيالات ونشر العداوات. كفى بالمرء سوء خلق، وكفى بالمرء انحطاطا يوم أن يكون حاكماً يفتري ثم يحاصر دولة عربية مسلمة ويكذب عليها ويرسل عليها ذبابه القذر قذفاً وتطاولاً. كفى بالمرء استكباراً يوم أن يقتدي بفرعون الماضي ويقول لشعبه (( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )). وما أكثرهم في يومنا هذا..ّ وقديماً قيل: من استرعى الذئب فقد ظلم. بالله حدثني، وحدث غيري، وحدث نفسك، لماذا كل هذا؟ وماذا تريد؟!. وما المرءُ إلا حيث يجعل نفسهُ ** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل ◄ ومضة «ما أسوأ المسؤوليات- والمناصب- يوم أن تكون عوناً على رذيلة وعلى طريق لإفساد».