07 نوفمبر 2025

تسجيل

صوتكم شهادة حق فلا تخونوا أماناتكم

29 سبتمبر 2021

الصوت الانتخابي هو الأساس الذي تدور حوله، ومن أجله، العملية الانتخابية، بدءاً من إعداد الكشوف التي تتضمن قوائم الناخبين، مروراً بعملية الاقتراع، وفرز الأصوات، إعلان النتائج وتشكيل المجلس النيابي والمجالس البلدية، هذا الصوت يعد أمانة في عنق الناخب، أي أمانة ومسؤولية يتحملها كل مواطن ورد اسمه في جداول الناخبين، ويتمتع بالأهلية الكاملة والإقامة العادية في دائرته الانتخابية أو مقيماً بالخارج، وفق الضوابط والشروط التي تحددها القوانين والنظم المعمول بها، صوتك أمانة شعار له مغزاه ومضامينه الأساسية، التي تشير إلى ركنين أساسيين: أولهما ضرورة أداء الأمانة، وثانيهما كيفية أداء هذه الأمانة. ضرورة أداء الأمانة تحمل الأمانة كمفهوم معنى الالتزام، ليس فقط أخلاقياً أوعقائدياً، وإنما أيضاً هي التزام وطني، وواجب على كل مواطن تتوافر فيه شروط الناخب، وعندما يؤدي جميع المواطنين، أو الغالبية منهم، هذا الواجب، تتحقق المشاركة السياسية في مستوياتها الأعلى، والتي تعد أهم وأبرز مؤشرات المشاركة الشعبية، وحرية الإرادة، ومن ثم أسس الشرعية السياسية التي تنادى بها مختلف المواثيق والدساتير، وهذا حق كفله الدستور للمواطن، ومن حق الوطن على كل مواطن ينتمي إليه أن يؤدي أمانته بكل أمانة وصدق. كيفية أداء الأمانة صوتك أمانة ليس معناه أن تشارك بالصوت الانتخابي لمجرد المشاركة فقط وليس مجرد الذهاب إلى صناديق الاقتراع واستيفاء شروط الانتخاب، بل الأمانة تقتضي أن يتم أداؤها على أفضل وجه، وتفرض على كل مواطن ناخب أن يدقق في اختياراته، ويبحث ويستقصي، ليصل إلى أكثر البدائل المتاحة عقلانية وحكمة، وباختيارنا للأكفأ وأفضل الشخصيات وأفضل البرامج وأفضل الأهداف والخطط التي يعلنها المرشحون وتكشف عنها حملاتهم الانتخابية، وكذلك سجلاتهم النيابية وسيرهم الذاتية والأعمال التي قدموها وخبراتهم وتجاربهم، خططهم وتصريحاتهم، ومواقفهم واتجاهاتهم التي أعلنوا عنها وتبنوها، وأثبتت تجربة التطور السياسي في بلدنا الحبيب قطر ضرورة التدقيق في عملية التمثيل السياسي لاختيار أكثر المرشحين مقدرة وانفتاحاً وإرادة للعمل البناء على المستوى العام لمواكبة هذا التطور الذي تشهده البلاد، والبعد عن العنصرية القبلية والمجاملات الشخصية. لا تجعل صوتك رخيصاً صوتك هو العامل الأساسي لترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية، صوتك يساهم بدرجة كبيرة في توسيع دوائر المشاركة السياسية والعمل من أجل الصالح العام، صوتك يساهم في ترسخ العمل السياسي القائم على الحوار والتبادل الحر للآراء بعيداً عن فرض الرأي الواحد، أو إقصاء الآخر أو النيل منه، صوتك يؤدي إلى تكوين مجلس يقوم بدوره بفعالية واقتدار لتقوية الأجهزة التشريعية والرقابية بما يلبي الأسس والمتطلبات التي تستلزمها عمليات تطوير البنية الأساسية لدولة حديثة في مختلف مجالات الاقتصاد والتعليم والاتصال والأمن والرخاء والرفاهية لجميع مواطنيها، صوتك أمانة وكفى. الواجب الديني في الانتخابات قال سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، عدم التزامنا بأداء صوتنا للمرشح الأفضل فيه مخالفة للدين والأمانة التي يتحمل مسؤوليتها كل من يتوجه إلى صندوق الانتخابات أو من لم يتوجه أصلا بدون عذر، فهناك من يستهين بتقديم صوته ذماً للحالة الانتخابية، وهذا خطأ فعليه أن يقدم صوته لمن يراه الأفضل، فأي مواطن يحجب صوته سيترك المجال لمن لا يستحق الفوز بأن يحظى بكرسي الانتخاب، ولو لم يجد مرشحاً يناسب طموحه أو اقتناعه فلينتخب الأقدر منهم. كسرة أخيرة من الواجب علينا كمواطنين أن نقوم بواجبنا تجاه وطننا وحقه علينا لندلي بأصواتنا متقين الله عز وجل، وأوصيكم بأن تكونوا مستعدين لأداء هذا الواجب على أكمل وجه، وذلك بمعرفة المرشحين وقراءة برامجهم الانتخابية جيداً، والتأكد من سيرتهم الذاتية، وبذل أقصى جُهد لمحاورتهم أو حضور الندوات واللقاءات التي يقيمونها، لأن تقديم الأفضل يتم عبر التمحيص، وهذه أمانة لا يمكن المراوغة فيها أو التهاون، لأنها شهادة حق توضع في رقبة كل من مُنح حق الانتخاب. ‏[email protected]