15 نوفمبر 2025
تسجيلعندما نتحدثُ عن تغييرِ الـمجتمعِ فإنَّنا لا نتحدثُ فقط عن تعميمِ استخدامِ التقنياتِ في أداءِ العملِ والتواصلِ بين الناسِ، ولا عن التَّطوُّرِ العمرانيِّ الهائلِ، وإنَّما عنِ الإنسانِ الـمواطنِ وقِـيَـمِـهِ وتَصَوُّراتِـهِ التي يتعاملُ بها معَ الآخرينَ والـمجتمعِ والعالَمِ، ويَبني عليها رؤاهُ لدورِهِ كفردٍ ومواطنٍ وإنسانٍ. ولهذا، يتفقُ معظمُنا على أنَّ ترسيخَ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في نفوسِ وعقولِ الناشئةِ والشبابِ هو أحدُ أهمِّ عواملِ التغييرِ الذي يقودُ لتحقيقِ رؤيتِنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م. السؤالُ الـمُلِـحُّ، الذي لا نجدَ إجابةً شافيةً عنه، هو: كيفَ نُطَـوِّرُ ونستفيدُ ونتشاركُ إيجابياتِ الـمشروعِ الرائدِ لنادي السد الرياضيِّ في مجالِ الـمسؤوليةِ الاجتماعية؟. وهل يمكنُ لـموازنةِ النادي تمويلَ النشاطاتِ والبحوثِ الـميدانيةِ والانتقالَ بها إلى التطبيقِ على الـمؤسساتِ والشركاتِ والهيئاتِ، و تعميمِ نتائجِها للإفادةِ منها في التشريعِ والتقنينِ على الـمستوى الوطنيِّ؟. وهما سؤالانِ يقوداننا، مباشرةً، إلى ضآلةِ الدورِ الاجتماعيِّ للقطاعِ الخاصِّ، وضَعْفِ دورِ الإعلامِ في تخليقِ شعورٍ بتقويتِـهِ ليصبحَ فاعلاً ذا تأثيرٍ. من الـممكنِ لرجالِ الأعمالِ الإسهامُ في دَعْمِ مشروعِ نادي السد، أو تمويلُ الجوانبَ التطبيقيةِ فيه. فهو مشروعٌ يتصلُ بالإنسانِ الـمواطنِ الذي سيعودُ ترسيخُ الـمفاهيمِ في نفسِهِ وعقلِـهِ بالفائدةِ الحضاريةِ والأخلاقيةِ، وحتى الاقتصاديةِ على الدولةِ ومجتمعِها، وبالتالي على قطاعِها الخاصِّ. بمعنى أنَّ الدَّعمَ والتمويلَ هما استثمارٌ اقتصاديٌّ مُـرْبِـحٌ على الـمَدَيَـينِ الـمتوسطِ والبعيدِ، وما يُمَيِّزُهُ هو ذلك الجانبُ الوطنيُّ الرفيعُ فيه. من جانبٍ آخر، نتمنى على نادي السد التواصلَ أكثرَ مع الـمجتمعِ من خلالِ الإعلامِ، بحيثُ يقومُ الـمسؤولونَ عن الـمشروعِ، والخبراءُ والـمُختصونَ فيه، بكتابةِ مقالاتٍ مُوجَـزَاتٍ، وبعباراتٍ ومصطلحاتٍ يفهمُها الجميعُ، حول الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، ودورِ الـمواطنينَ والـمؤسساتِ والشركاتِ في ترسيخِ مفاهيمها، بحيثُ يتمُّ نَشْـرُها في صحفِنا الـمحليةِ بتكثيفٍ زمنيٍّ يُتيحُ تحقيقَ التأثيرِ الـمرجوِّ منها. كلمةٌ أخيرةٌ: للوطنِ وجودٌ نفسيٌّ في أبنائهِ أكبرُ من وجودِهِ الجغرافيِّ، ووطنُنا رائعٌ في مسيرتِـهِ الحضاريةِ، قائداً حكيماً وشعباً مُبدعاً.