17 نوفمبر 2025

تسجيل

الطوفة الهبيطة!!

29 سبتمبر 2016

الطوفة أو الحِيْطة الهبيطة عند غالبية اللهجات العربية الشعبية، تعني السور الهابط الذي لا يمنع ولا يعيق أحداً من المرور، وأصبحت العبارة كمثل يُقال للإشارة إلى الشخص السلبي الذي لا يقدر على الدفاع عن نفسه أو ما شابه. صرنا اليوم نحن المسلمين أقرب إلى أن ينطبق هذا المثل علينا، إذ لم يبق أحدٌ لم يتجرأ علينا ويتطاول بصورة وأخرى. الدول والمؤسسات والأحزاب والأجهزة الإعلامية وصولاً إلى الأفراد.. فأي أحد يرغب في استعراض عضلاته أو شهرة وأضواء يسعى إليها، تراه يبدأ التحرش بالإسلام والمسلمين، وهو يدري في قرارة نفسه، أنه لا أثر سلبياً قد يتعرض له، بل سيحصل على مراده من شهرة وغيرها من مكاسب!هذا التطاول وهذا الاستفزاز يحصل من غير المسلمين مثلما أيضاً ممن هم مسلمون أو محسوبون ضمن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بدعاوى محاربة التطرف أو التنوير أو ما شابه من مصطلحات. انظر هنا وهناك، ولاحظ إلى أي درجة من المهانة وصلنا إليها، وكيف صار يتطاول كل من هب ودب على ديننا ومقدساتنا ورموزنا المقدسة، وكيف صار المسلم يتحاشى الرد خشية اتهامه بالتطرف والإرهاب والتخلف. أن يعاديك من هو على غير دينك قد تتفهم دوافعه، لكن كيف يمكن فهم وتفسير من هو على دينك، لا يكف ليلاً أو نهاراً من التطاول والاستهزاء بالرموز والمقدسات الإسلامية؟ حتى إذا جاءه رد فعل عنيف من أي غيور عامي وبحسب فطرته السليمة، انبرى من معه في الهوى وفساد السريرة، بشتم المجتمع وثقافته وأصول دينه، وتوجيه أصابع الاتهام إلى الدين نفسه!! هل يتجرأ أحد هؤلاء أو غيرهم من غير المسلمين مثلاً، في التطاول أو التشكيك فيما يسمى بقانون معاداة السامية الخاص باليهود، أو قصة المحرقة النازية؟ هل يستطيع أحد اليوم القيام بعمل مباشر أو غير مباشر يحض على كراهية وعداوة اليهود كشعب، أو اليهودية كدين أو المساس بالمقدسات اليهودية؟ عالم اليوم أشبه بغابة كبيرة.. ودع عنك كثرة المؤسسات والمنظمات التي تتشدق بأنها حامية للحقوق والمبادئ والقوانين. فمن يملك القوة يهابه الجميع وينال الاحترام والتقدير، مادية كانت تلك القوة أم معنوية. ولأننا اليوم لا هذه نملكها ولا تلك، صرنا كالطوفة الهبيطة، يتجاوزنا كل هابط حقير، وما لم يكن رد فعلنا تجاه تلك التجاوزات "عنيفاً" فلن تتوقف قريباً، فقد فشلت وخابت كل ردود الأفعال الوردية الهادئة المسالمة.