06 نوفمبر 2025
تسجيليدور في أفق عالم الأعمال في هذه الأيام، الحرص على الربط بين المسارين الاقتصادي والاجتماعي في عمليات وخدمات العديد من المنظمات والمؤسسات التجارية. فخرجت مصطلحات اقتصادية جديدة، أصبحت ضمن أدبيات الاقتصاديين ورجال وسيدات الأعمال. مثل ريادة الأعمال الاجتماعية، والتسويق الاجتماعي، والمسؤولية الاجتماعية، ونحو ذلك. بل إن واحدة من أهم لجان منظمة الأمم المتحدة هي لجنة الشؤون الاقتصادية الاجتماعية. إن مبررات تناولي لهذا الموضوع هو قراءاتي لبعض الإحصاءات التي تناولها المفكر الكبير الدكتور عبدالكريم البكار في كتابه الممتع" ثقافة العمل الخيري، كيف نرسخها؟ وكيف نعممها؟". وعرض في هذه الإحصاءات نماذج من القيمة الاقتصادية للعمل الخيري وذلك على النحو التالي: * في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مليون ونصف المليون مؤسسة خيرية غير ربحية، ويبلغ عدد الذين ينخرطون في أعمال تطوعية، نحوا من ثلاثة وتسعين مليون متطوع، أي قرابة (30%) من السكان، وهم يقدمون نحوا من عشرين مليار ساعة عمل سنويا، وتستقبل المؤسسات الخيرية سنويا من الأموال ما يزيد على مائتي مليار دولار أمريكي. * في بريطانيا أكثر من عشرين مليون شخص من البالغين يمارسون نشاطا تطوعيا منظما كل عام، وتبلغ ساعات العمل التطوعي الرسمي نحوا من تسعين مليون ساعة عمل كل أسبوع، وتقدر القيمة الاقتصادية للتطوع الرسمي بأربعين مليار جنيه إسترليني سنويا. * كما جاء في تقرير لجمعية فرنسا للشؤون الاجتماعية أن أكثر من عشرة ملايين فرنسي يتطوعون آخر الأسبوع للمشاركة في تقديم خدمات اجتماعية في مجالات مختلفة. وتحظى فرنسا بنحو ستمائة ألف مؤسسة خيرية، وغير ربحية. * تشير الإحصاءات إلى أن نحوا من (45%) من الألمان ممن تجاوزوا الخامسة عشرة ينخرطون في أعمال تطوعية، كما تشير أيضاً إلى أن في ألمانيا تسعمائة اتحاد ومنظمة شبابية، ينتظم فيها حوالي ربع سكان ألمانيا، وتساعد على تجنيد آلاف الشباب للعمل الخيري. * يفيد عدد كبير من التقارير أن الكيان الصهيوني يملك قطاعا خيريا، وغير ربحي، ضخما يفوق ما تملكه دول الجوار مجتمعة على مستوى العدد، ومستوى النوعية. ومما يشار إليه في هذا السياق ما تذكره بعض الإحصاءات من أن هذا الكيان يملك نحوا من أربعين ألف منظمة ومؤسسة خيرية، وغير ربحية، وهي تنمو بمعدل ألف جمعية سنويا، ويمكن القول: إن لكل (175) شخصا في الكيان الصهيوني جمعية خيرية، على حين أن لكل (60 ألف) مواطن في دول الخليج، جمعية خيرية، وليس الوضع في باقي الدول العربية بأحسن حالا. ومساهمة تلك المؤسسات في الناتج المحلي في حدود (13%) وهي توفر أكثر من مائتين وخمسة وثلاثين ألف فرصة عمل، وهذه تعادل (10%) من القوة العاملة في ذلك البلد، وتشير بعض الدراسات إلى أن نحوا من (45%) من سكانه يشاركون في أعمال تطوعية. * كما تذكر بعض الدراسات أن في ولاية (نيوجرسي) وحدها أكثر من (270 ألف) موظف يعملون في المؤسسات اللاربحية، وهذا العدد يفوق العاملين في أي قطاع من قطاعات الأعمال، مثل قطاع البناء والنقل، والقطاع المالي، وهم يعبرون عبر(25000) مؤسسة خيرية، وغير ربحية.