05 نوفمبر 2025

تسجيل

كان.. زمان (1)

29 أغسطس 2018

في تاريخ الغناء العربي شكلت الثنائيات إطاراً تكاملياً للإبداع، كان الموسيقار محمد عبد الوهاب لديه مؤلفه الملاكي وهو الشاعر الغنائي حسين السيد، نعم لقد ترنم بأشعار وإبداعات الآخرين. ولكن شكل مع هذا الشاعر جسراً للتواصل مع الأذن العربية. ما ينطبق على عبد الوهاب ينطبق مع فريق العمل الخاص بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، كان هناك أحمد رامي ورياض السنباطي، وفريق آخر بيرم التونسي وزكريا أحمد، وهكذا حتى سيد درويش ارتبط أيضاً بيونس القاضي، ومن ينسي الأخوين رحباني وفيروز.. وأيضاً ما قدمه وديع الصافي.. وبالجانب الآخر في بلاد الرافدين زهور حسين وعباس جميل على سبيل المثال. وأحمد باقر وشادي الخليج، ولاحقاً غنام الريكان.. وعيسى جاسم وإبراهيم حبيب. حتى فيما بعد.. كان للموسيقار محمود الشريف مؤديه مثل محمد عبد المطلب وشفيق جلال. ومع أن الصديق عبد السلام جاد الله عبر برنامجه الذي يغذي الذاكرة الجمعية بروائع الغناء العربي يرى أن المثلث لا ينفصل عراه. إلا أن الصوت في تصوري يمثل الصدارة.. كيف؟ إننا الآن لا نعرف اسم الملحن أو الشاعر، وهذا العرف كان إلزاماً في بدايات ظهور صعاليك الغناء وأحد سراقي الألحان أن هذا الأمر لا يشكل أهمية قصوى، لأن الإيقاعات تتشابه والإطار "الجنيتي" كنز يغرف منه الجميع.. ولكن من الواضح أن الشاعر والمحلن في ظل وجود سيد الأغنية العربية في الواقع الحالي هو الموزع. وإلا ماذا نقول عندما نقرأ في صحافتنا المحلية أسماء العديد من الملحنين الذين لا يعزفون على أي آلة موسيقية وأحدهم قالها بفخر.. "أن اللحن بحلجي" يا الله ما أسهل الأمر. يقال في مصر مع ظهور فن الغناء لم يكن بمقدور أحد. ان يحيي الليالي الملاح إلا بعد الحصول على شهادة. نعم جواز المرور والصيت.. نعم هو من ينال الشهادة. أما الآن فاختلط الحابل بالنابل، وزيد يساوي عبيد.. وللحديث بقية.