13 نوفمبر 2025

تسجيل

نحنُ قومٌ لا نعيشُ على هامشِ الحياةِ

29 يونيو 2017

هل يعتقدُ "الأشقاءَ" أنَّ أحداً يُصدقُهُم حين يصرخونَ بأنَّ الهدفَ منْ حصارِهم لبلادِنا، ومطالبهُم اللا منطقية، هو محاربةُ الإرهابِ؟. وهل وصلتْ مراهقتُهُم السياسيةُ إلى درجةِ أنهم يظنونَ أنَّ العالمَ يتقبَّلُ محاولاتِهِم البائسةَ للرجوعِ إلى عصرِ الجاهليةِ حين كانَ الغزو والسيفُ هما الفيصلُ؟ وما هذه الحالةُ الغرائزيةُ البدائيةُ التي تسودُ إعلامَهُم ضدَّ قطر، إنساناً وقيادةً، حتى صار الممثلونَ والمُغَنُّونَ وبعضُ الرموزِ الدينيةِ الكبيرةِ أبطالاً في قضيةِ الحصارِ المُخزيةِ المعيبةِ التي يرفضُها الإسلامُ الحنيفُ، وتشمئزُ منها العروبةُ، ويحتقرُها الكرامُ؟ يبدو أنَّهم يُعانونَ حالةً من الذُّهانِ السياسيِّ حيثُ يفقدُ العقلُ قدراتِهِ على التمييزِ بين الواقعِ والخيالِ، مما يعني أنَّه حانَ الوقتُ لنُحدثَهُم بصراحةٍ ووضوحٍ. أهدافُكم، يا "أشقاءَنا"، لا علاقةَ لها بالإرهابِ، فالعالمُ يعلمُ أنَّ بلادنا قضتْ على بذورِهِ باحترامِها لمواطنيها، والنهوضِ بهم تعليماً ومستوى معيشياً، وتسامُحِها مع الرأي الآخرِ. لذلك، نتمنى عليكم ألَّا تفتحوا هذا الكتابَ لأنَّ صفحاتِنا فيه بيضاءُ، وصفحاتِ سوانا ملطخةٌ بالسوادِ.قولوا يا "أشقاءنا" الظبيانيينَ، بصراحةٍ، إنَّ الحجمَ السياسيَّ الضخمَ جداً لبلادِنا يُضايقُكم، وإنَّ تأثيرَها الإيجابيَّ في الشعوبِ كبيرٌ لأنها تلتزمُ بالقضايا العادلةِ ولا تنجرفُ كسواها إلى مستنقعاتِ التآمُرِ على الشعوبِ، والتلاعبِ بمصائرِها، ودَعْمِ الاستبدادِ، واستباحةِ الدماءِ. أنتم تريدون أنْ تقوموا بدورٍ لا تصلحونَ له لأنكم لا تمتلكونَ القاعدةَ الأخلاقيةَ والإنسانيةَ الصلبةَ التي تمتلكُها بلادُنا بقيادةِ سموِّ الأميرِ المفدى. إذن، عليكم، أنتم، أنْ تُغَيِّروا سياساتِكم، ولا حقَّ لكم بمطالبتنا بذلك.أهدافُكم الحقيقيةُ، يا "أشقاءنا"، كما بدتْ في مطالبكم، هي تخليقُ قطرَ جديدةٍ بلا دورٍ ولا تأثيرٍ، وتكونُ خاضعةً لكم لتستنزفوا ثرواتِها في تغذيةِ النظامِ الانقلابيِّ لموظفِكِم في القاهرةِ: عبد الفتاح السيسي، وميليشاتِ موظفِكم في ليبيا: خليفة حفتر، والميليشاتِ الانفصاليةِ في جنوبِ اليمنِ، ومشاريعكم المُعاديةِ للإسلامِ والمسلمينَ في مالي وسواها من دولٍ ابْتُليتْ بسياساتكم التي استنزفَتْ أرصدتكم الماليةَ والأخلاقيةَ والسياسيةَ. والسؤالُ، هنا، هو: هل تستطيعونَ ذلك؟. والإجابةُ: لا، لأنَّكم لا تقدرونَ على إرغامِ العالمِ بقبولِ الجاهليةِ السياسيةِ، ولأنَّ بلادَنا دولةٌ ذات سيادةٍ، وعضوٌ في كلِّ المنظماتِ والهيئاتِ الدَّوليةِ، ولها رصيدٌ ضخمٌ من العلاقاتِ والوجودِ السياسيِّ والاقتصاديِّ والأخلاقيِّ، وليستْ قريةً صغيرةً تابعةً لكم.المُلفتُ للنظرِ في مطالبِكم هو أنَّها تعكسُ رغباتِكم في العَيْشِ بعيداً عن النورِ، حيث ترتاحونَ في كهوفٍ لا تتردَّدُ فيها إلا أصداءُ الأكاذيبِ والأضاليلِ التي تنعقُ بها قنواتُ العربيةِ وسكاي نيوز وتلفزيون أبوظبي، وتعتقدونَ أنَّنا نقبلُ بالعَيْشِ فيها معكم بعدما اعتدنا على الهواءِ الطَّلقِ للحريةِ في أجواءَ يتردَّدُ فيها الرأيُ والرأيُ الآخرُ، وتنطقُ فيها قناةُ الجزيرةِ بلسانِ العربِ والمسلمينَ، وتتحدَّثُ صحافتُنا عن كلِّ الأمورِ بلا خوفٍ من مقصِّ الرقيبِ، ورعبٍ من الاختفاءِ القسريِّ في غياهبِ السجونِ.نستغربُ كثيراً أنكم لا تبالون بالقانونِ الدوليِّ حين تسمحونَ للمترديةِ والنطيحةِ وما أكلَ السبعُ في بلادكم ومصرَ ليظهروا في وسائلِ إعلامِكم داعينَ بلزوجةٍ مُقرفةٍ لخروجِ سموِّ الأميرِ المفدى، ومتحدثين عن "اختياركم" لشخصٍ يخلفُهُ. وهيهاتَ يسمحُ لكم الشعبُ القطريُّ بوصولِ سهامِ حقدِكِم إلى مواضعِ قدمي سموِّهِ. أنتم، عندما تتحدثونَ بهذه الطريقةِ الرعناءَ، تضعونَ أساساً لتشريعِ العنفِ والإرهابِ في دولِ المنطقةِ، وتفتحونَ البابَ للدولِ التي تُكِنُّ أنظمتُها عداءً لخليجنا العربيِّ للتدخلَ بإعلامِها ومخابراتِها ضدَّ الجميعِ، لكنكم مراهقون سياسياً ولا ترونَ أبعدَ من أنوفكم.كلمةٌ أخيرةٌ:لو كانَ لكلِّ قطريٍّ وقطريةٍ ثلاثة قلوبٍ، فسيحتضنُ الأولُ قطرَ الحبيبةَ ذات السيادةِ المُطلقةِ، ويحتضنُ الثاني سموَّ الأميرِ المُفدى، ويحتضنُ الثالثُ القلبينِ الأوَّلينِ حين يفيضُ فيهما الولاءُ والفداءُ والمحبةُ.