06 نوفمبر 2025

تسجيل

عادل إمام.. الكومبارس السياسي

29 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ظل المشاهد العربي التقليدي، يشتهي أطباق الضحك على مائدة إفطاره في رمضان، وهو عرف قديم فطنت له القنوات التلفزيونية، وأسست لتحقيق تلك الغاية البرامج والمسلسلات التي تجذب ملايين الريالات في إعلاناتها الدعائية، لكن تلك البضاعة التلفزيونية كسدت في السنوات الأخيرة التي طغى فيها الإعلام الجديد، وأفكاره الإبداعية، التي تنشر سلع العصر الجديد في كل تغريدة، فالجيل الجديد يرى أن وقته أثمن من أن يضيع أمام تلك القنوات.ولولا أن عبدالعزيز جاسم، فنان قطر المعروف، أبدى عتبه على إسقاطات عادل إمام ضد بلاده، في مسلسل "مأمون وشركاه" على محطة mbc، حين ذكر في أحد المشاهد بأن الإخوان قادمون من قطر، في إقحام مقصود للدوحة في الصراع الذي تعيشه مصر على مدى السنوات الأخيرة بين مكوناتها الاجتماعية الداخلية والنظام السياسي، لما عرف أحد بمسلسل مأمون وشركاه ومحاولته تمرير الإساءة لقطر، والحقيقة أن مأمون لا يكاد يلقى صدى مماثلا لما كان يلقاه أيام تلفزيون أبيض وأسود، في ظل واقع نعيشه اليوم، تتزاحم فيه الأولويات أمام النخبة والعامة، والتي بالتأكيد تركز على الأهم دون الانصراف للإسفاف، بينما تتناقل الوسائط التسليات المهضومة في روابط قصيرة، وحتى في هذه أجزم أن "مأمون" ليس بين الأشهر.يدرك المواطن العربي، أن الفنان الكوميدياني يستخدم براعته في تقديم أدواره السّاخرة في سبيل الدعابة وإضحاك الجمهور، لذلك لا يستند الفن الذي يقدمه أصلًا إلى قصص تاريخية وروايات موثوقة يمكن تجسيدها ونسج الحكايات عنها للمجتمعات العربية عامة والمصرية على وجه الخصوص، فطبيعة مثل هذا الفن تعتمد في الأساس على ابتكار الأساليب التي تجلب السلوى والأنس، لكن الخطر هو الخروج عن النص، وتزييف الوقائع، بزجّ معلومات لا صلة لها بالحقيقة.كان الأجدر بالفنان عادل، بعد عقود من الخبرة الفنيّة، أن يقدم نقدًا موضوعيا للحالة في وطنه، وأن يكون محايدا، ويتجنّب الميل ضد الشعب، فالضحكة لا يمكن أن تمتصّ غضب الجماهير ولا أن تداوي جرحه الغائر، ولا أن تطعم جائعًا، أو تجيب حيران يسأل عن سر الخلل، والهوّة الواسعة بين الأثرياء والفقراء، علّه يأتي بردٍّ شافٍ ينفي الوجع.