05 نوفمبر 2025
تسجيل* يستحق العدد 9862 من جريدة الشرق الصادر 30 شعبان 17 يونيو الجاري أن يرتفع لمقام " الوثائق الكنز " ففي تحقيق مطول أجراه الزميلان جابر الحرمي رئيس التحرير ونائل صلاح مع المهندس عبدالله السبيعي رئيس اللجنة التنفيذية والعضو المنتدب لشركة سكك الحديد القطرية كشف عن تفاصيل دقيقة وقيمة من يطلع عليها بتمعن لا يملك إلا أن يقف حد الاندهاش والإعجاب للجهود المرافقة لقيام هذا المشروع التنموي الضخم في تاريخ قطر ومع اكتماله سيحصد الجميع نتائجه بمفردات حياتهم اليومية وروافده الاقتصادية والثقافية المنظورة إن شاء الله . * الكثيرون تضجروا من هذا " الريل " الذي احتل الأمكنة التي سكناها وتلك التي سكنت ذاكرتنا البيوتات والأسواق والأزقة والفرجان ما اتجهت شرقا أو غربا جنوبا أو شمالا وعلى طول وعرض خارطة قطر إلا واجهتك أسوار حديدية عازلة باهتة اللون بختم بارز " الريل " ولا تقول الآليات المرابطة ولا تحدثنا إلا عن حفريات عميقة تمهد لمسارات هذا الزائر والذي كشف المهندس السبيعي عن عمل دقيق وبأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا المعرفة لقياس المسافات ولدراسة باطن الأرض الصخرية والمبللة بأعين الماء الجوفية والرخوة تمهيدا للقطارات والمترو ومحطات الانطلاق بتقنية تلائم تعقيدات سطح الأرض وباطنها . * " الريل " أول مترو متكامل صديق للبيئة قاطراته بلا سائق قاهر للزحام المروري الذي أضج المضاجع وحصد الأرواح والمسافرين عبره لنزهاتهم وأعمالهم سيكونون في باطن أرض مدينة الدوحة وما أن يغادرها سيمدد رأسه في طريقه للوكرة ولوسيل والشحانية على الخط الأحمر أو الذهبي والتعليمي. * قطارات مدينة الوسيل ربما أسعد حظا لتزامن إنشائها والمدينة الحديثة للمال والأعمال والطاقة والأخريات تقام وسط محاذير دقيقة لاكتظاظ مدينة الدوحة وضواحيها بالأبراج والمولات تماما كباطنها المتعرج المليء بالأسرار لولا الآليات الشرسة فائقة السرعة لتكسير الصخور وتفتيت الأرضيات ونعومتها لاعتمادها أحدث ما وصلت إليه التقانة تحاشيا لأي شروخات واهتزازات للمباني التي تشكل أصلا الدوحة وضواحيها .* الريل مشروع مدهش لا تخلو كبائنه من جماليات التصميم ومستحدثات العصر تنفذه 21 آلة حفر عملاقة أنجزت 14 نفقا تضمن 85 كلم و37 محطة تحت الأرض بتكلفة 65 مليار ريال تحديات العمل وصلت حد المعجزات كالعطل الميكانيكي لآلة الحفر العملاقة حين امتلأ نفق الكورنيش والبدع بالمياه .. وكثير من مفاجآت باطن الأرض وسطحها خططتها باقتدار الكوادر البشرية والآليات الثقيلة والدقيقة واستثمار علم التقانة المتقدم. * محطات تحد حقيقية قطعها مهندسو المشروع والعاملون به لا نملك إلا الوقوف احتراما لجهدهم وكفاءتهم ومع انطلاق صفارات " الريل " ستدخل قطر مرحلة هادئة يتحرك الجميع لأعمالهم ومدارسهم ولترفيههم وتسوقهم دون ضجر ومضيعة للوقت وهي قفزة تحتاج استدعاء ثقافة التعامل والمركبات العامة لحصاد أمثل لمنتج باهظ الثمن. همسة: أين قبيلة حاملي اللوح والقلم والشعراء والرسامين من توثيق مثل هذا العمل الجبار لتهيئة الذائقة المجتمعية لاستقبال القطارات بما يليق بها