07 نوفمبر 2025
تسجيليوم حزين عاشته قطر أمسفاجعة "فيلاجيو" أظهرت التفافاً بين أفراد المجتمعالداخلية والصحة أظهرتا تكاملاً في الأدوار وشفافية في التعامل مع الإعلامفي كثير من الأحيان الحوادث الكبرى تخلق قوة جديدة في المجتمعات وتدفع نحو إيجاد آليات جديدةكان يوماً حزيناً أمس لكل قطر مواطنين ومقيمين.. يوما لم يألفه هذا المجتمع، وهذا البلد الذي يمثل واحة أمن واستقرار، بعيداً عن أية حوادث تنغص عليه حياة أفراده المسالمين.فاجعة حريق فيلاجيو مثلت صدمة للجميع، ولكن في نفس الوقت أظهرت مدى التفاف وتكاتف الجميع في هذا المجتمع، وكيف تفاعل أفراد المجتمع مواطنين ومقيمين مع هذه الفاجعة الأليمة، التي راح ضحيتها 13 طفلاً بريئاً، و4 مدرسات، بالاضافة إلى اثنين من رجال الدفاع المدني، الرجال الأوفياء المخلصين المضحين بأرواحهم من أجل إنقاذ الآخرين.ليس هذا فحسب، بل ان سرعة التحرك تخطت كل ذلك، فإصدار أمر من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد الأمين بتشكيل لجنة بعد ساعات قليلة للتحقيق في أسباب وظروف الحريق على أن ترفع اللجنة تقريرها خلال أسبوع لسموه، لهو دليل قاطع ويؤكد من جديد على الاهتمام الذي توليه القيادة بالعنصر البشري، وما يمثله من ثروة بشرية حقيقية تتصدر الأولوية عند قيادة هذا الوطن.لقد شهد المجتمع أمس حالة استنفار شاملة، وكان لوزارة الداخلية والصحة دور بارز في الجهود التي بذلت من أجل احتواء الحريق وتقليل الكارثة، وهنا لابد من الإشارة بوضوح إلى جهود وزارة الداخلية ورجالاتها الاوفياء، الذين وجدوا بعد الإبلاغ عن الحادث بدقائق معدودة لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وسعوا جاهدين لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وتصدوا للمهمة بكل إخلاص وتفان، وكانت لحظة الحسم عندما تتطلب الأمر البحث في البدائل حتى ولو كانت صعبة ومكلفة لانقاذ من هم بالداخل، خاصة الأطفال، فكانت التضحية بأرواحهم من أجل الوصول إلى الضحايا.انهم أبطال، سقطوا شهداء الواجب، قدموا أرواحهم رخيصة من اجل انقاذ الآخرين، وعزاؤنا انهم شهداء في عليين، فمن يموت في الحريق شهيد، كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم.هذه الفاجعة بالتأكيد لن تمر دون توقف، ودون محاسبة للمقصرين، فتشكيل لجنة ترفع تقريرها لسمو نائب الأمير ولي العهد الأمين، لهو تأكيد على جدية المحاسبة لكل مقصر، وهو ما عهدناه دائما في هذا البلد، الذي تأخذ العدالة مجراها على الجميع.على اللجنة المشكلة ان تبحث في كل الظروف، خاصة وجود مكان للحضانة دون توافر مكان ملائم ومناسب يحمي هؤلاء الاطفال في حال وقوع أي كارثة لا قدر الله، كما حدث مع الحريق، فالمكان الذي وضعت فيه الحضانة، والطرق المؤدية اليها، والبعد عن الأبواب، وعدم توافر الاجراءات الكافية لحماية الأطفال،...، كلها من الامور التي يجب على اللجنة بحثها، وعدم الاكتفاء بالبحث في ملابسات الحادث، الذي بالتأكيد باشرت النيابة العامة، والأجهزة الأمنية الأخرى خطواتها للكشف عن ملابسات وظروف الحادث.نحن نثق عاليا بسعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية، الذي كلف برئاسة اللجنة، ومن المؤكد ان سعادته سيبذل قصارى جهده لرفع تقرير شامل عن ظروف الحادث.في كثير من الأحيان، الحوادث الكبرى، تخلق قوة جديدة في المجتمعات، وتدفع نحو ايجاد آليات جديدة في عمل تلك المجتمعات، ومن المؤكد ان هذه الفاجعة التي ألمت بمجتمعنا سوف تكون كذلك، وسوف تستفيد جميع الجهات المعنية من هذه الكارثة في بلورة نظام جديد أكثر فاعلية، وأكثر صرامة، مع تلافي أوجه القصور التي ربما كانت قائمة.تعامل وزارة الداخلية مع الحدث بهذه السرعة، وتكامل الادوار مع الصحة، أمر ايجابي، ونتطلع الى مزيد من هذه الخطوات في المستقبل، اضافة الى الشفافية التي تم التعامل معها مع الحدث، وان تأخرت المعلومات بعض الشيء، إلا أن الأمر الايجابي، عقد مؤتمر صحفي مشترك بين وزيري الجهتين، بعد ساعات من الحادث، لاطلاع الرأي العام على خلفيات الحادث، وتقديم كل المعلومات، واتاحة الفرصة لكل وسائل الاعلام لمعرفة كل التفاصيل الدقيقة عن التحرك، مع تقديم صور كاملة وموثقة عن كل دقيقة وثانية منذ لحظة تلقي البلاغ.هذا أمر يحسب لوزارة الداخلية، التي تعمل على الدوام باحترافية عالية، رسخت ذلك في تعاملها مع هذا الحادث، ومع الرأي العام، ومع وسائل الاعلام المختلفة.بقدر ما كان الحادث أليماً، والمصاب جللاً، فان مثل هذه الاحداث هي التي ترص الصفوف، وتخلق مزيدا من الالتفاف بين كل افراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، وهو ما حدث بالضبط.اننا نتقدم بالتعازي الحارة إلى سمو الأمير المفدى، وإلى سمو نائب الأمير ولي العهد الأمين، والى أسر الضحايا وشهداء الواجب الذين استشهدوا في هذا الحادث، سائلين الله عزوجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.ان قطر كما قال سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة لشؤون الداخلية، الذي كان على رأس رجال وزارة الداخلية من اللحظة الاولى للحادث، وتواجد بمكان الحادث، وتابع سير عملية الانقاذ لحظة بلحظة، كأحد افراد قوة الواجب، قال في المؤتمر الصحفي " قطر ستظل واحة أمن وأمان ".أدام الله الأمن والأمان والاستقرار على قطر، وحفظ قيادتها، وأدام عزها، ورفع شأنها بين الأمم ان شاء الله.