13 نوفمبر 2025
تسجيلبعض الذين يستكثرون على قطر أن تتعملق بهذا الشكل سياسياً واقتصادياً، ويحاولون أن يستصغروا مقدرتها على أن تكبر أكثر وأكثر، وجدوا اليوم أن هذه المقدرة التي تتمتع بها قطر إنما تقهر استطاعة دولهم على امتلاك نصفها باعتبار أن امتلاك معظمها يعد فعلاً خيالاً بالنسبة لأحلامهم!. في قضية مصر مثلاً وقفت الدوحة بثوابت عالية موقفاً صارماً من محاولة تغييره من قبل انقلابي مصر، أو تدخل وساطات خليجية ساندت الانقلاب وغذته بالمال والخطط لقتل ثورة المعارضين له التي للأسف اتجهت جميعها نحو إهدار دم المصريين على اختلاف أعمارهم، حتى اعتقدنا لوهلة بأننا أمام مشهد سوري مؤلم وليس مصر التي كنا ننتظر لها مستقبلاً آخر بعد أن جربت طعم الديمقراطية وصناديق الانتخابات. فقطر بجانب تركيا هما الدولتان الباقيتان على موقفهما رغم تقلب وجهات نظر بعض الدول التي تتأرجح ما بين تأييد انقلاب لا يثبت سلميته وحسن نيته وتوجهه أو معارضة له بالطريقة الواضحة والثابتة التي خرجت به كل من الدوحة وأنقرة على حد سواء، رغم الإعلام الغربي المحتشد ضد آلية تعامل حكومة الانقلاب مع المعارضين لها واختيار لغة الدم لتكون الرادع لهم لوقف أعدادهم الذي يثبت الشارع المصري أنها تزيد مع سقوط شهيد كل يوم، ولا سيما ما بدأت صحيفة الجارديان البريطانية نشره في كشف التزوير المهول في عملية الاستفتاء على تعديلات الدستور وكيف تزاوجت الأصوات في المقار الانتخابية وتشابهت الوجوه بالإضافة إلى تضخيم نسبة الإقبال على التصويت لتصل نسبته إلى 98,1%. ويتشابه هذا النصب العلني مع عهد عبدالناصر الذي أراه يعيد نفسه وبنفس الوجوه التي وصلت نسبة الاستفتاء على دستور تلك المرحلة إلى نسبة مقاربة من هذه!. وكل هذا وذاك أعطى تأكيدات بأن قطر لم تبن موقفها هذا لمجرد أنها تريد التغريد خارج السرب خصوصاً السرب الخليجي الذي حاول سابقاً وقبل تفجر الخصومة الآثمة ضد قطر بشتى الطرق أن يضم الموقف القطري إلى مساره تحت اعتبارات بأن الخليج يجب أن يكون متوحد الموقف والمصير، ولكنها بنته لأن قطر كانت ولا تزال تعبر عن مواقف الشعوب العربية التي اختارت أن تكون لصفها وليس إلى صف الكراسي الحاكمة التي ثبت بالدليل القاطع أنها قابلة للانهيار وسقوط عروشها في أية لحظة يغضب فيها الشعب ويثور ويقذف بحممه التي لا ترحم. وموقفها الثابت تجاه ما تصر الدوحة على تسميته بالانقلاب العسكري في مصر والخروج على شرعية جاءت من صناديق اقتراع اختارها الشعب لنفسه إنما هو ثبات في حق ستثبت الأيام القادمة أنه يحسب للدوحة ولن يحسب ضدها إن شاء الله. كما أن موقفها الرافض لأي محاولة خليجية كانت تحاول زحزحة قطر لمجرد أن تلقى دعماً قطرياً بارزاً لمواقفها المؤيدة لسياسة الدم والقتل الذي يمارسه انقلابيو مصر اليوم للأسف. ونحن في قطر نفتخر بهذه الحكومة التي وقفت مع الحق وتقف كما إننا لم نسهُ عن محاولات الإمارات الدائمة التي سعت وتسعى بكل الطرق للنيل من سمعة الموقف القطري والتشكيك بنية قطر فيه لأننا نثق بأن كل ما يدار حولنا إنما نحن أعلم به ونتوقعه تماماً فطريق الحق وإن افتقر للأقدام السالكة فيه فنحن ماضون فيه ولن يغرنا طريق باطل لكثرة العابرين عليه! أمر يجب على دول الحصار أن يتعلموه ويفهموه عوضاً عن الممارسات الصبيانية التي تدل على مدى سطحية دبلوماسيتهم ضد الدوحة . ◄ فاصلة أخيرة: لن أقول أكثر ولكن قطر اليوم لمن أراد لها شراً تعد شوكة في خاصرة ونحن سعيدون بهذا! . [email protected]