10 نوفمبر 2025

تسجيل

شكرا تركيا.. النموذج الحضاري الإسلامي المعاصر

29 أبريل 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتهى مؤتمر « شكرا تركيا » والذي اختتم بحشد كبير كتب فيه الآلاف ،والذي اختتم بحشد كبير كتب فيه الآلاف ،« شكرا تركيا » انتهى مؤتمر اعترافا بفضلها، لما ،« شكرا تركيا » من الجاليات العربية بأجسادهم لها من جهود ومواقف إنسانية لا تدانيها فيها دولة أخرى، في إيواء المشردين، ونجدة الملهوفين، والدفاع عن قضايا المستضعفين، حتى أضحت الوجهة الآمنة للمضطهدين والملاذ الآمن للمضيومين، حيث استقبلت عدة ملايين من الفارين من الحروب، والملاحقين من الأنظمة المستبدة، ولو فعلت دولة أوروبية عشر ما فعلته تركيا لتغنت بذلك إلى الأبد، ولقلدت وسام الحرية وحقوق الإنسان. وكل هذا حق تحمد عليه، وتشكر لأجله، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. لكني أشكر تركيا من زاوية أخرى، أشكرها من حيث مثلت نموذجا حضاريا للمشروع الإسلامي المعاصر، فأحسنت وأجادت، ووضعت حدا للذين كانوا يتهكمون على أصحاب المشروع الإسلامي من قبل، وكانوا يقولون: أي مشروع إسلامي تريدون: مشروع إيران، أم مشروع أفغانستان؟ ولم يكن أمامنا مشروع قائم يمثل الفكرة الإسلامية الإصلاحية لنرد به على هؤلاء المتعالمين، وكان العلماء يكتفون بالرد عليهم نظريا، ويتحدثون عن صورة الإسلام التي ننشدها، متجنبين السلبيات التي وقعت فيها التجارب السابقة. فلما قام المشروع الحضاري الإسلامي التركي نستطيع أن نقول بكثير من الاطمئنان: هذا تطبيق أمين، وترجمة صادقة للمشروع الإسلامي المعاصر ؛ فهل حقا كنتم أيها الكارهون للمشروع الإسلامي تفتقدون هذه الصورة؟ أم أنها كانت تكئة لتشويه صورة الإسلام والمنادين بمشروعه الحضاري؟ وهل سترفعون القبعة احتراما لهذا النموذج الحضاري؟ أم أنكم ستناصبونه العداء؟ حكومة تركيا التي تمثلت قيم الإسلام وحضارته ومعالمه، تركت الشعارات والأقوال، وعملت في صمت، وتركت إنجازاتها تتحدث عنها، وضربت مثلا للنموذج الحضاري الإسلامي الذي يرتقي بالشعوب، وينهض بالبلاد، ويحترم العهود والمواثيق، ويحافظ على الحريات. وسيشهد التاريخ أن حكومة الإسلاميين في تركيا واجهت معارضيها بخراطيم المياه، ولم تقصفهم بطائرات الميج أو السكود، ولا ببراميل الموت والدمار. هذا النموذج الناجح أزعج الغرب، فهم لا يريدون نموذجا ناجحا لتطبيق الإسلام، يغري الآخرين، ويقنع الشعوب بعظمة الإسلام وقدرة أبنائه على بناء حضارة ونهضة تقوم على دعائم هذا الدين، وإنما الذي يروق لهم أن يصدروه للعالم عن الإسلام من خلال آلتهم الإعلامية القوية، صورة داعش، والإرهاب، وتسليط الضوء على قسوة العقوبات في الإسلام، وإبرازها في صورة الوحشية والهمجية. وقد وقفت على تقرير يبرز إنجازات حكومة تركيا خلال عشر سنوات في عام ٢٠١٣ ، سأقتبس منه ما يفي بالغرض، وآثرت أن أدع الإحصاءات والأرقام تتحدث عن التطور الهائل الذي حدث، حتى نتبين الطفرة التي شهدتها تركيا الحديثة، ومدى تحقيق حكومة تركيا لمقاصد الحق، ومصالح الخلق من الحرية والعدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان وتشييد أعمدة النهضة الاقتصادية والعلمية والصحية والعسكرية، في الوقت الذي يتهم فيه بعض الإسلاميين أردوغانبالعلمانية، وأنه لم يأخذ على عاتقه تطبيق الشريعة الإسلامية، ولم يع هؤلاء أن تطبيق الشريعة إنما هو مضامين لا عناوين، وتطبيقات لا شعارات، والعبرة للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني، وهل هؤلاء عمريون أكثر من عمر حين قبل أن يأخذ الجزية من نصارى تغلب باسم الصدقة، حين استنكفوا أن يأخذها منهم باسم الجزية. ففي مجال الاقتصاد تمكنت حكومة الإسلاميين الأتراك من تحويل تركيا من دولة فقيرة تعيش تحت وطأة الديون. إلى واحدة من أقوى ١١اقتصادا في العالم. وسدّدت عجز الميزانية البالغ ٤٧ مليارا، وكانت آخر دفعة للديون التركية ٣٠٠ مليون دولار، تم تسديدها في يونيو ٢٠١٣ للبنك الدولي، بل وصل الأمر أن أقرضت تركيا البنك الدولي ٥ مليارات، إضافة إلى وضع ١٠٠ مليار في الخزينة العامة.وكان دخل الفرد في تركيا ٣٥٠٠ دولار سنويًا فارتفع عام ٢٠١٣ إلى ١١ ألف دولار! وهو أعلى من نسبة دخل المواطن الفرنسي، ورفعت قيمة العملة التركية إلى ٣٠ ضعف، وارتفعت الرواتب والأجور بنسبة .٪ ٣٠٠ ٪، وانخفضت نسبة البطالة من ٣٨ ٪ إلى ٢ وفي مجال التجارة أصبحت صادراتها ١٥٣ مليار بعد أن كانت ٢٣ مليار، وتحتل السيارات المركز الأول، تليها الإلكترونيات. وتبنّت الحكومة عملية تدوير القمامة لاستخراج الطاقة وتوليد الكهرباء ؛ ليستفيد منها ثلث سكان تركيا، وقد وصلت الكهرباء إلى ٩٨ ٪ من منازل الأتراك في المدن والأرياف، وزرعت مليارين و ٧٧٠ مليون شجرة مثمرة. وفي مجال الدفاع صنعت تركيا ولأول مرة في عهد حكومة مدنية، أول دبابة مصفحة، وأول ناقلة جوية، وأول طائرة من دون طيار، وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام، في الوقت الذي كانت فيه إنجازات حكومات عسكرية في المنطقة العربية إنتاج المكرونة والصلصة والكفتة والبيض. وفي مجال التعليم، بنت حكومة تركيا١٢٥ جامعة جديدة، و ١٨٩ مدرسة، و ١٦٩ ألف فصل دراسي حديث حتى لا يتجاوز عدد الطلاب بالفصل ٢١ طالبا، وفاقت ميزانية التعليم والصحة ميزانية الدفاع. وعندما رفعت الجامعات الأمريكية والأوروبية الرسوم الجامعية إثر الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت أوروبا وأمريكا، أصدرت الحكومة التركية مرسومًا يجعل الدراسة في كل الجامعات والمدارس التركية مجانية وعلى نفقة الدولة! وفي مجال الصحة أنشأت ٥١٠ مستشفيات جديدة، وأولت العناية الصحية اهتماما كبيرا. وفي مجال البحث العلمي، تمّ إنشاء ٣٥ ألف قاعة مختبر لتكنولوجيا المعلومات، وقواعد بيانية حديثة يتدرب الشباب الأتراك فيها، وتعمل الدولة جاهدة لتفريغ ٣٠٠ ألف عالم للبحث العلمي للوصول إلى عام ٢٠٢٣ ، وهو العام الذي حدده أردوغان لتصبح تركيا القوة الاقتصادية والسياسية الأولى في العالم. يبقى أن أقول: إن هذه الحكومة التي يتهمها البعض بالعلمانية أعادت تدريس القرآن والحديث النبوي إلى المدارس الحكومية بعد تسعة عقود من الحكم العلماني، وأقرت قانون حرية ارتداء الحجاب في الجامعات الحكومية ودار القضاء، وهي التي أجبرت إسرائيل على الاعتذار عن ضربها لسفينة مرمرة التي كانت متوجهة إلى غزة، واشترطت لقبول الاعتذار رفع الحصار عن غزة.