09 نوفمبر 2025
تسجيلساهمت الرياضة في بداياتها ولا سيما في أعقاب الحروب العالمية على إزالة الرواسب التي خلّفتها الصراعات بين الدول، والتي أفرزت كوارث بشرية واجتماعية ونفسية. ولطالما شكّلت الرياضة لغة جميلة متناغمة بين الدول والشعوب، وطّدت من بعدها علاقاتها، وتوجتها بتعاون لم يدر في خلد الكثيرين بأنها ستكون على هذا النحو بعد سنوات طوال من الحروب والقطيعة ! ولعلنا نضرب الأمثلة على سبيل الحصر في العراق وإيران، وكيف اندلعت بينهما حرب طاحنة لمدة 8 سنوات، خسرت فيها الدولتان ملايين من شبابها ومليارات الدولارات من ثرواتها ومقدراتها، لتكون باكورة إعادة العلاقات بينهما مباراة كرة قدم بين منتخبيهما على أرض الصداقة والسلام بدولة الكويت الشقيقة، وبإرادة وعزيمة خالصة من قبل الحكومتين والشعبين ليقينهما بأن السلام هو الطريق الأمثل لتنمية وتطور بلديهما . أقول قولي هذا والأسى والحزن يعتصر قلبي، بعد أن رأينا ما رأينا من شحناء وفرقة وغل وحقد لم نعتده في خليجنا الذي كان واحداً وأصبح اثنين للأسف بسبب أفعال وسلوك دول الحصار، فبعد أن باغتت هذه الدول جارتها بنواياها الغادرة والتي كادت أن تُسفر عن غزو وانتهاك لسيادة قطر، لولا عناية الله وتدخل الأشقاء والأصدقاء لحدث ما لا يرضاه ذو عقل ولب ! وليت الأمر وصل إلى هذا الحد من تحريض الشعوب وزرع الكراهية لدى شعوبهم ضد قطر وقيادتها وشعبها ، بل تعدى الأمر ذلك بأن سيّسوا الإعلام والرياضة حتى أصبحت مثار سخرية وتهكم لدى المجتمعات العربية والغربية بعد أن كُنّا نسيجاً واحداً نتباهى بتماسكه ووحدته وتفاخره بمكتسباته . وبالرغم من أن التراشق الإعلامي لدول الحصار كان بين مد وجزر، وكانت تشتد وتيرته أحياناً وتخف برهة من الزمن إلا أن إعلام " إمارة الشر " كان يتسيّد الموقف ولا يستكين طوال فترة الحصار، في هجومه وتحريضه على قطر وقيادتها وشعبها، حتى أصبح الوضع وكأنه حرب شعواء من أجل البقاء !! ولأن الدولة " الكارتونية " تخشى حتى من ظلها فإن " إمارة الغدر " لم تتوانَ أبداً في استثمار بطولة رياضية قارية في الزج بالسياسة فيها، فبعد أن مارست كل العراقيل من أجل منع منتخب قطر لكرة القدم من المشاركة في بطولة كأس آسيا التي تستضيفها " الغاوية " على أرضها ، فإنها مارست كل صور العنصرية تجاه المنتخب القطري، وحرّضت جماهيرها التي لم تراعِ حقّ " الجيرة " و " الدم " لمضايقتهم أمام مقر البعثة لتكدير صفوهم وممارسة الضغط النفسي بأن خالفوا توقعاتهم وقدّموا مستوىً وأداءً رائعاً في مبارياتهم السابقة ليتأهلوا باستحقاق وجدارة إلى دور الأربعة ! ولا ريب أن هذه الممارسات للجمهور الإماراتي لم تأت من فراغ، وإنما جاءت بتوجيهات القائمين على الرياضة والذين ما كان لهم أن يفعلوا ذلك إلا بأوامر من أسيادهم و " معازيبهم " الذين لنا معهم كقطريين تاريخ حافل بغدرهم منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه ! فاصلة أخيرة لله در منتخبنا الوطني الذي يلعب بروح وطنية عالية رغم أنه يلعب على أرض قوم هم أشد عداءً لهم من اليهود والذين كفروا، ومع ذلك فإن أبطال العنابي يلعبون حباً لوطنهم، بينما من يقابلهم يلعب نفاقاً وإرضاء لأسيادهم دعاة الغدر والكراهية !! وبهذه الروح الرياضية المتسامحة فإن النصر بإذن الله سيكون حليف العنابي لأن الحقد والكراهية لم تجد لقلوبهم مدخلاً ! [email protected]