10 نوفمبر 2025
تسجيلكتب الصديق خالد الزيارة في عموده المنشور في جريدة الشرق بتاريخ 25 / 1 تحت عنوان» كتاب تظلم إلى وزير التعليم « معتمدا في مادته على رسالة وصلت إليه عبر بريده موقعة من طالبات في المرحلة الثانوية يشكين فيها، نتائج امتحان الفصل الأول التي وقعت عليهن كالصاعقة ،رسوب، فشل، انهيار، دروس خصوصية، الخ.❶يؤكد الصديق خالد الزيارة « أن نتائج الامتحانات المتدنية أحدثت ردة فعل عنيفة عند الطلاب / الطالبات، وخلقت إحباطا في نفوسهم وهم مقبلون على حياة جامعية وأن تلك النتائج الظالمة والرسوب الجماعي لا تؤهلهم إلا للجلوس في البيت وانتظار المصير المجهول «، هكذا ورد في زاويته دون تحريف.رسوب الطالب في تقديري ناتج عن تقصيره في التحصيل العلمي، وبقدر ما يكون هناك رسوب هناك أيضا نجاح، وقد تابعت ما تنشره الصحف بشكل يومي عن سير الامتحانات وأن أسئلة معظم المواد كانت ضمن المقررات الدراسية وأنها في مستوى الطلاب كما أشارت الصحافة عبر مقابلات مع بعض الطلاب بعد امتحان كل مادة، فكيف حصل الرسوب الجماعي كما تقول الرسالة ؟الرأي عندي، في مسألة الرسوب الجماعي أنها تعود إلى أمور ثلاثة، الأول أن واضعي الأسئلة اعتمدوا على الكتب المقررة ولم يطلعوا على ما قدم للطلاب عبر الحصص الدراسية، فكانت الأسئلة خارج قدرة الطالب على استيعابها، الأمر الثاني غياب متابعة ما يعطى للطالب داخل القاعات الدراسية من مشرفين متخصصين في وضع المناهج الدراسية ليروا الجرعات التي تعطى للطالب هل تغطي المادة العلمية المقررة بطريقة مهنية وعلمية، وهل عضو هيئة التدريس قادر على إيصال المعلومة للطالب / الطالبة أم أنه موظف بدرجة مدرس. أعتقد أن أستاذ / أستاذة المادة اهتما بإعداد» ملف الأستاذ « أكثر من اهتمامهما بالمادة التي قدمت للطالب / الطالبة. الأمر الثالث أن الطالب اعتمد على ملازم وقصاصات وملخصات أفقدته التوازن والقدرة على فهم روح المادة التي يدرسها من كتابها وليس عبر ملازم وقصاصات وملخصات. لهذه الأسباب وغيرها تكون النتيجحة في غير صالح الطالب / الطالبة.❷ تذكر رسالة الطالبات إلى الأستاذ خالد زيارة «أنهن صبرن على إيذاء وضعف مدرسات جديدات جئن إلينا ليسددن شواغر في مدارسنا}، وهنا تقع الكارثة، لماذا لم تجاهر الطالبات لإدارة المدرسة أو عبر الصحافة بذلك الخلل الرهيب، أعني ضعف المدرسات اللائي جئن لملء فراغ، ولماذا إدارة المدرسة تقدم على هذا الفعل وهي تعلم أن المرحلة الثانوية في الغالب تحدد مستقبل الطلبة عموما؟ وهل تعتمد وزارة التعليم القيام بزيارات مفاجئة للمدارس يقوم بها أساتذة متخصصون للتأكد من سير العملية التدريسية كما هو مرسوم في المخطط؟ أطلقت الطالبات اللاتي كتبن إلى الاستاذ خالد زيارة دعوة استغاثة إلى وزير التعليم جاء فيها « نناشدكم سعادة الوزير من أجل مصلحة الوطن وأبنائه إنقاذنا من مؤامرة تقضي على طموحنا ونجاحنا «، مؤامرة؟! من يتآمر على من؟ وما هي مصلحة المتآمر، المدرس؟ المدرس كالأب والأم يهمه نجاح طلابه، نجاح الطالب في حد ذات نجاح لعضو هيئة التدريس ونجاح للمدرسة التي ينتسب لها الطالب، فكلمة مؤامرة في هذا السياق ليس هذا مكانها.ويقلن أيضا « نأمل أن نفهم كيفية نظم الاختبارات بحيث لا تكون ألغازا ومفاجآت يستحيل حلها « هذا ما ذكرته رسالة الطالبات إلى وزير التعليم عبر صحيفة الشرق. هل نفهم من هذه الرسالة أن الطالب والمدرسة لا يفقهون نظم الامتحانات؟ وهل نظم الامتحانات من الأسرار التي لا يجوز لأحد أن يعرفها؟.إنه من واجب المدرسة ومن قبلها وزارة التعليم أن يبينوا للطلاب في الأسبوع الأول من بداية كل فصل دراسي نظم الامتحانات وكيفية توزيع الدرجات وسير العملية التعليمية برمتها كي لا يقع الطالب في مسيرته الدراسية في براثن التخمين / التقدير، أعني أن الطالب يقدر أن الامتحان سيأتي في هذا الفصل من المقرر أو ذاك، وكي لا يقع الطالب رهينة لمافيا الدروس الخصوصية ومن ثم توجيه الطالب إلى المهم في المقرر والأهم وعندئذ يأتي الامتحان بعيدا عن ( التخمين ) أي تقديرات الطالب وأساتذته الخصوصيين عن المهم والأهم، وهنا يحدث ما لا نريد حدوثه وهو أن واقع الأسئلة مختلف كلية عما قدر ويتم الرسوب.❸نصيحتي لكل الطلاب، أن يركزوا في دراستهم، وأن تشمل كامل المقررات، وعدم الاعتماد على الملخصات لأن ذلك سيضر بتحصيلهم العلمي. إن أخطر ما يقع فيه الطالب من أخطاء هو ( التخمين / التقدير ) والملخصات التي يقدمها لهم بعض المدرسين، إن مراجعة أسئلة الامتحانات السابقة لثلاث أو أربع سنوات لمعرفة الاتجاه العام في كيفية وضع السؤال أمر قد يساعد الطالب على المعرفة بطريقة وضع الأسئلة وطريقة الإجابة عليها واعتماد ذلك الأسلوب كمؤشر فقط.إن تخرج الطالب من الثانوية العامة والالتحاق بالجامعة وهو ضعيف سيؤثر على تحصيله العلمي في الجامعة، وقد لا يستطيع الاستمرار في الدراسة الجامعية لأنه ليس مؤسسا على قواعد تعليمية صلبة. في الجانب الآخر على المدرسة التأكد من طريقة تدريس المادة بأنها تدرس بطريقة مهنية وعلمية، ورفض التدريس بطريقة السؤال والجواب كما جاء في رسالة الطالبات آنفة الذكر. آخر القول: مطلوب من المدارس في الأسبوع الأول من كل عام دراسي توضيح المطلوب من الطالب عمله طوال مدة الفصل الدراسي، وأنه إذا قصر فإنه سيتعب في التعليم الجامعي وقد لا يستمر في الجامعة .كما أرجو من أساتذة التعليم العام التركيز في تعليمهم للطلاب على قواعد التفكير لا على التلقين بهدف النجاح.