13 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قلتها سابقا: لو لم يكن للملك عبد الله الراحل، سوى أنه أصلح ذات بين دول الخليج، وقطَع دابر فتنة عمياء وقطع رحم، اجتهد أعداء الداخل والخارج لإشعاله، لكفاه. رفع لواء الاتحاد الخليجي، واجتهد أن يُستكمل هذا الاتحاد، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.وإن كان الملك عبد الله قد رحل، فإن حلم الاتحاد الخليجي باق في ضمير الشعوب، وعزاؤنا في وجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليستنهض هذا الحلم مرة أخرى، وليتحول إلى واقع معاش في تفاصيل حياتنا، يوفر لأبناء الخليج القوة والمنعة. ما من يوم يمر على الشعوب الخليجية، إلا وتجد نفسها بانتظار خطوات حثيثة تختصر الزمن والمسافات، لتعلن منظومتها الجديدة، التي يستشعر الجميع الضرورة القصوى لوجودها، وكل ما تحتاجه هو القرار السياسي، الذي لم يُقدم حتى الآن، على أهم خطوة في حفظ وبقاء هذا الكيان.لا يخفى على أحد، قبل أشهر كانت أيادينا على قلوبنا، بسبب ما حدث من أزمة داخلية بين دول المجلس، لكن قدّر الله تعالى لتلك الغيمة أن تنقشع بمبادرات مباركة، كان للملك الراحل عبد الله دور بارز فيها. كنا نقول إن خليجنا العربي مهدد من أطراف إقليمية كثيرة، ما زالت تحيك المؤامرات والمكائد لتمكين طوابير خامسة، تحقّق ما عجز عنه الآخرون.أما اليوم، فالكلام عن التهديد بات فعلا ماضيا، لأننا دخلنا مرحلة الاستيلاء والمواجهة المباشرة، وأنا هنا بالتأكيد أتحدث عن اليمن ومن قبلها سوريا، فلبنان والعراق.لعلي أبدي تفاؤلا مليئا بالأمنيات، بأن يكون وجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عاملا حاسما في إعادة ترتيب البيت الخليجي لعدة أسباب.الملك سلمان هو من كان يقود الملفات السياسية على الأرض قبل أن يجلس على كرسي الملك، لذلك فهو أقدر من غيره على قراءة التهديدات الحقيقية التي انتقلت إلى مرحلة التنفيذ، خاصة في الملف اليمني.خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، لم تنجح أنظمتنا الخليجية في الاستقرار على مواقف سياسية ثابتة ومؤثرة، تجاه قضايا خطيرة واجهت الأمة.لذلك شهدنا إخفاقات غير محسوبة في ملفات عديدة، مازلنا نتجرع حنظلها إلى أن يشاء الله.أنظمتنا تخلت عن العراق ليرزح تحت احتلال بغيض، تناوب القيام بمهماته القذرة (الروم) الذين سلموه بدورهم (للفرس)، ومازال العراق جريحا يئن، إن لم يكن قد قضى نحبه بالفعل. لبنان وسوريا فاليمن، كانوا أمثلة أخرى على ذلك الإخفاق، الذي توجّ بسقوط صنعاء بيد الحوثيين، والله وحده العالم إلى أين سيصل هذا السقوط المريع في اليمن.كان من الواضح أن هناك تخبطا في الأولويات، أنستنا العدو الحقيقي الذي كان يتربص بنا، ليل نهار، لنفاجأ بطوابيره يصولون ويجولون في القصر الرئاسي بصنعاء.كأني بما حدث في اليمن، أحدث ما يفعله جهاز الصدمة الكهربائية Defibrillator، من إنعاش سريع لنبضات القلب المتوقف فجأة.أقول ذلك لأن الواقع يقول، بأن أي تمدد حوثي خارج صنعاء، مسنود بجبهات في لبنان والعراق وسوريا، ومدعوم بطوابير خامسة في دولنا، سوف يتسبب بمشاكل في الاستقرار والسيادة لجميع دول الخليج العربي بلا استثناء، حيث لن يؤكل الثور الأبيض فقط، وإنما ستلتهم كل الحظيرة. الانتقال السلس للسلطة السياسية في المملكة العربية السعودية، والقرارات السيادية المؤثرة التي اتخذها الملك سلمان، توحي بأن المملكة لن تتخلى عن دورها المؤثر، بل سيكون أكثر قوة وصلابة، تجاه قضايا كثيرة عالقة، أو قضايا أخرى كثيرة كانت تحتاج رؤى مختلفة للتعاطي معها. ليست المملكة العربية السعودية فحسب، فدول الخليج الست بحاجة لتجديد الخطاب السياسي بما يتجاوز إرث الهيمنة الاستعمارية الأنجلو-سكسونية، ويستوعب الحراك الإقليمي المركّز لإضعاف هذا الكيان، بل تحطيمه.عندما يعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، أنه ليس واضحا ما إذا كانت إيران تسيّر دفة القيادة والسيطرة على الحوثيين، فهذا ليس بغريب على من يعرف زواج المتعة الحقيقي بين واشنطن وطهران، والذي نشاهد نتائجه في العراق وسوريا، وكدنا أن نشاهده في البحرين لولا لطف الله. غالبية الملفات السياسية والاقتصادية، بل حتى الاجتماعية، تكاد أن تكون متشابهة في خليجنا العربي، وكل ما تحتاجه دولنا حقيقة، هو استشعار حقيقة الأخطار المحدقة المحيطة، والتي بدأت تأخذ دورا واقعا على الأرض.لا أظن أن الوقت سينتظر أنظمتنا الخليجية حتى تفكر فيما يجب عليها فعله، لأن وقت اتخاذ القرار قد فات أصلا، لكن نقول: على دولنا أن تتدارك ما يمكن تداركه.