16 نوفمبر 2025
تسجيلعندما نتحدثُ عنْ سمو الأمير الـمُفدى، بشخصِـهِ السامي وشخصيتِـهِ الاعتبارية، فإننا نتحدثُ عن قطرَ ومستقبلِـها وإنسانِـها، وعنِ التَّـقَـدُّمِ والتَّحَضُّـرِ والدولةِ الـمَـدنيةِ الراقيةِ. وكم كان قرارُ سموِّهِ بتغيير اسم اللجنة العليا لمونديال 2022 م ليصبح اللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ، رائعاً في دلالاتِـهِ ومضامينِـهِ وأهدافِـهِ، لأنَّـه يدلُّ على حكمةٍ ورؤيةٍ تربطُ الحَـدَثَ الكونيَّ الـمُرتَقَـبَ بالدولةِ، ومجتمعِـها، وركائزِها السياديةِ، وسياساتِـها الداخليةِ والخارجيةِ، واقتصادِها، ومسيرتِـها التعليميةِ التربويةِ. ويكفي ارتباط اللجنة باسم سموه، رئيساً، لنعلم أهميةَ الدورِ الـمنوطِ بها على كلِّ الصُّـعُدِ خلالَ الثماني سنواتٍ التي تفصلُنا عن الـمونديال.لقد أخرجَ القرارُ الرياضةَ من إطارِ الـمفاهيمِ الضَّـيِّـقَـةِ الـمُعتادَةِ إلى رِحابِ الـمفاهيمِ الأوسعِ الـمُتَّصِـلَـةِ بالوطنِ والعملِ الوطنيِّ. فلفظةُ الـمَشاريع، تجعلُـنا نُدركُ أنَّ بناءَ قطرَ الحديثةِ لم يعدْ قائماً على ما نتمناهُ ونأمَـلُـهُ، وإنما على التخطيطِ الـمدروسِ لكلِّ أوجهِ النشاطِ الاقتصاديِّ، بحيث ترتبطُ بتحقيقِ أهدافٍ وغاياتٍ تعودُ بالنَّـفْـعِ الـمُستدامِ على الإنسانِ القطريِّ، وبتأسيسِ قواعدَ الحياةِ الكريمةِ للأجيال اللاحقة، وتكفي نظرةٌ إلى أصحابِ السعادةِ، أعضاء مجلسِ الإدارةِ، لنعرفَ أنَّ ذلك، كُـلَّـهُ، سيكون عملاً سيادياً تمارسُهُ الحكومةُ تحت قيادةِ سموِّهِ. وعندما نلتفتُ إلى لفظة: الإرثِ، فإنَّ قلوبَنا تمتلئُ امتناناً، وعقولَـنا تستكينُ لحكمةِ سموِّهِ. فما ستقوم به اللجنةُ مرتبطٌ بنا، نحنُ المواطنينَ، وبقطرَ الماضي والحاضرِ والـمُستقبلِ. إنَّه إرثٌ للأجيالِ اللاحقةِ، وليس عملاً يُقْصَـدُ منه الإعدادُ للمونديال فقط. وهذا رُقيٌّ في الرؤيةِ ينبغي علينا الحرصُ على تقديمِـهِ للعالَـمِ في لغةٍ إنسانيةٍ ضمنَ خطابنا الـمونديالي، وبخاصةٍ أنَّـهُ سيكونُ مُنْـطَلَـقاً لـمزيدٍ من الانفتاحِ على الأممِ والشعوبِ من نَـواحٍ اقتصاديةٍ وإنسانيةٍ تتعلقُ باجتذابِ الاستثماراتِ الضخمةِ، والأعدادِ الكبيرةِ من العَـمالَـةِ الـمُحْـترفةِ، وبتغييرٍ هائلٍ في قوانينِ العملِ تتلاءمُ معَ النَّـهجِ الإنسانيِّ الرفيعِ لبلادِنا. الآن، بدأتْ مرحلةٌ ونهضةٌ جديدتانِ، ولابد أنْ نتعاضدَ ونقفَ صفاً واحداً لتحقيقِ رؤيةِ القيادةِ الحكيمةِ، كلٌّ في موقعِـهِ الرسميِّ والخاصِّ. وهو أمرٌ يحتاجُ للتوعية الشاملةٍ في مدارسنا، ووسائلِ الإعلامِ، وأنديتِـنا الرياضية، بأهميةِ الـمُشاركةِ الفاعلةِ للفردِ والجماعةِ في بناءِ قطرَ الـمُستقبلِ، ووطنِ الإنسانِ الـمُبدعِ، التي تمتزجُ بأرواحِـنا ودمائِـنا، وتفيضُ قلوبُنا حباً لها، وولاءً لسموِّ أميرِنا الـمُفدى.