09 نوفمبر 2025

تسجيل

لماذا تكتب؟

28 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعض الأسئلة لديها قدرة رهيبة على مطاردتنا، ورصد حركاتنا، ومراقبتنا بشكل حثيث، حتى نصل لإجابة عنها، ومن هذه الأسئلة المهمة هذا السؤال الذي ابتدأت به مقالي... لماذا تكتب؟!أعتقد أننا نكتب لأسباب كثيرة، وبطبيعة الحال بعضها همّ فردي، وبعضها همّ وواجب مجتمعي، إضافة إلى الهمِّ الكوني الذي هو هاجسنا جميعا في كل بقاع المعمورة. وهنا يتجلى سؤال آخر: هل هناك أسباب صحيحة للكتابة، وأخرى غير صحيحة؟!لا أعتقد ذلك البتة، فلكل هدفه وتوجهه، واهتماماته وغاياته التي يسعى لها ويكتب لأجلها، ويعرّف الناس بها، لذا لا أعتقد بثنائية الصواب والخطأ فيما يتعلق بأسباب الكتابة، فبقدر أهمية الهدف والدافع للكتابة، تتجلى الكتابة نفسها لتكون عملا فنيا خالصا، فالنص الذي يبدو متموضعا كتمثال منحوت في غاية الجمال والأناقة أمام عين الكاتب لهو المفصل، والكتابة كالأسلحة ندافع بها عن أوطاننا ومعتقداتنا وقيمنا وسلوكياتنا، وهي في الوقت نفسه وسيلة بارعة للتعبير، ونقل القيم والمفاهيم والمشاعر والأحاسيس.والكتابة تشبهنا – البشر - فلها عمر محدد، لذا يسعى الكاتب دوما لإطالة عمر ما يكتب عبر تخليده في كتاب، ولذا قيل عن الكتاب "إنه الابن الخالد" الذي يخلدنا، ويخلد أفكارنا، وهمومنا، وأوجاعنا، وأفراحنا، ويومياتنا، وعلومنا، وثقافتنا، حتى بعد دهور طويلة، إنْ أجدنا ما كتبنا بطبيعة الحال.