12 نوفمبر 2025
تسجيلمسؤولونَ كثرُ، وإعلاميونَ، وأدعياءُ ثقافةٍ، ومتفيهقونَ، ورعاعٌ تويتريونَ في دولِ الحصارِ، يعانونَ من أمراضٍ نفسيةٍ وعقليةٍ حادةٍ تجعلنا نشعرُ بالشفقةِ على شعوبهم التي ابتليتْ بهم، وبالخوفِ على أمتينا العربيةِ والإسلاميةِ اللتينِ تدفعانِ من دماءِ أبنائهما ومصائرِ دولهما أثمانَ سياساتهم الحمقاءِ وغدرهم ونكثهم بالعهودِ. ولأننا، نحنُ القطريينَ، صرنا خبراءَ بهم، فلابد لنا من اللجوءِ إلى التحليلِ النفسيِّ لجريمةِ الحصارِ التي يرتكزونَ فيها على الجاهليةِ، والأغاني، والتغريداتِ. 1) عقدةُ قابيل: نسبةً لقابيلَ الذي قتلَ أخاهُ هابيلَ في بدايةِ استيطانِ البشرِ للأرضِ، كما أخبرنا القرآنُ الكريمُ. ويُعاني المصابُ بها من الرغبةِ القاهرةِ في التفوقِ والبروزِ، والسعيِ الدائمِ لإيذاءِ المتفوقينَ، ومحاولةِ تشويه إنجازاتهم، حتى لو تسببَ ذلك في موتهم، وتدميرِ أسرهم. وهذه العقدةُ موجودةٌ لدى حكامِ إمارةِ دحلانَ الذين يعلمونَ جيداً أنَّ قطرَ في عهديْ سموِّ الأميرِ الوالدِ وسموِّ الأميرِ المفدى استطاعتْ تحطيمَ الحاجزِ النفسيِّ بين عربِ الخليجِ وأشقائهم العربِ والمسلمينَ بما تشرفتْ بتقديمه لهم من دعمٍ للاقتصادِ والتعليمِ والصحةِ، والتزامٍ بقضايا الشعوبِ، فأصبحتْ قطرُ محبوبةَ العربِ، وصارَ لسموِّ الأميرِ موضعُ الصدارةِ في نفوسهم، وللقطريينَ مكانةٌ رفيعةٌ في قلوبهم. أما الدحلانيونَ، فلم يقدموا للشعوبِ إلا دعمَ الطغاةِ، والعداءَ لخياراتها، والمشاركةَ في استباحةِ دماءِ أبنائها، فأصبحوا مكروهينَ لا يقبلُ أحدٌ بدورٍ لهم، ولم يجدوا سبيلاً للبروزِ إلا بالتآمرِ على بلادنا، والإساءةِ إليها، ومحاولةِ سلبها سيادتها، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً. 2) عقدةُ كرونوس: حيثُ يسعى المصابُ بها جاهداً لقمعِ الآخرينَ، ومنعهم من التعبيرِ عن ذواتهم، وسحقهم بقسوةٍ بالغةٍ إذا لم يستجيبوا لرغباته. ونجدُ التجلي الأكبرَ لها في القيادةِ السعوديةِ التي ضايقها وجودُ دولةٍ صغيرةٍ مساحةً وسكاناً، كبيرةٍ في إنجازاتها الداخليةِ والخارجيةِ، هي بلادنا الحبيبةُ، فالتقتْ عقدةُ تلك القيادةِ بعقدةِ الدحلانيينَ، وحاولتِ البطشَ ببلادنا، لكنها فشلتْ لأنها تجاوزتْ حجمها الدوليَّ والإقليميَّ، واصطدمتْ بتوازناتِ القوى الدوليةِ، فثارَ الغيظُ فيها واندفعتْ بعنفٍ نحو الداخلِ السعوديِّ لتحاولَ استرضاءَ الصهاينةِ واليمينِ المتطرفِ المعادي للإسلامِ والعروبةِ في الغربِ، من خلالِ الانسلاخِ الفجٍّ عن الإسلامِ، واعتقالِ العلماءِ والمفكرينَ، ومغازلةِ الكيانِ الصهيونيِّ، ظناً منها أنَّ ذلك سيمنحها غطاءً لحماقاتها السياسية في تهديدها الوجوديِّ لبلادنا. ولم تكتفِ بذلك، بل سلطتْ الرعاعَ الجهلةَ للإساءةِ إلى بلادنا بأغانٍ هابطةٍ تفتقرُ إلى الحسِّ الأخلاقيِّ، وبتغريداتٍ للصبيِّ الأحمق سعود القحطاني وأشباهه، فلم يؤدِّ ذلك إلا لمزيدٍ من الفشلِ في المستويينِ العربيِّ والدوليِّ. 3) عقدة بيتربان: التي تجعلُ المصابَ بها لا يرغبُ في النضوجِ، ويميلُ للبقاءِ كطفلٍ يغفرُ له الآخرونَ حماقاته، ويقومونَ برعايته. وخيرُ مثالٍ عليها هو القيادةُ البحرينيةُ التي لم تستطعْ أنْ تصمتَ لتتيحَ للبحرينِ فرصةً للظهورِ بمظهرِ الدولةِ الحرةِ، وإنما أخذتْ تصرخُ كطفلٍ ممسوسٍ بأكاذيبَ ضد بلادنا، رغم أنها تعلم أنَّ أمرها مفضوحٌ، وأنها بلا دورٍ ولا تأثيرٍ ولا شأنٍ في الخليجِ والوطنِ العربيِّ والعالمِ. 4) عقدةُ جوناس: يعاني المصابُ بها من اعتماده الدائمِ على الآخرينَ، والبحثِ عن المساعدةِ، والانسحابِ عند ظهورِ أولِ صعوبةٍ. وأفضلُ مثالٍ لها هو القيادةُ المصريةُ التي قادتْ مصرَ لتكونَ دولةً تابعةً كلياً لإمارةِ دحلان، وخربتِ نسيجها الاجتماعيَّ، وبددتْ حقوقها في النيلِ والغازِ والأرضِ، واعتمدتْ بشكلٍ كاملٍ على القروضِ والمعوناتِ، وأخذتْ تمارسُ من خلالِ إعلامها الهابطِ دوراً سياسياً وعسكرياً أكبر كثيراً من قدراتها وحجمها، فتحدثَ رئيسها عن أنَّ الجيشَ المصريَّ سيقفُ مع الخليجِ عند تعرضه لتهديدٍ خارجيٍّ، وقال عبارته الشهيرة: (مسافة السكة)، ثم تبينَ أنها مسافةٌ تقاسُ بالسنواتِ الضوئيةِ، وبرضا الصهاينةِ، وبكميةِ الرزِّ المدفوعِ. كلمةٌ أخيرةٌ: كلما انعكستِ الأمراضُ النفسيةُ (للأشقاءِ) على سياساتهم، ازددنا يقيناً بأننا بألفِ خيرٍ من دونهم.