17 نوفمبر 2025
تسجيلأدري أنه لا يوجد إنسان يحب الهزيمة أو الخسارة. نعم قد يتفهم البعض معنى الخسارة أو الهزيمة، لكن بشكل عام لا أحد يهزم نفسه بنفسه أو يسعى للهزيمة ، فإن ذلك السعي خلاف للفطرة البشرية. هناك من تجده على درجة عالية من الوعي والفهم، وعنده القدرة على المقارنة بين أمر وآخر. فإذا صادف مثلاً أن أوقعته الأقدار في موقف لابد من أن يخرج منه منتصراً أو مهزوماً، فإنه هنا يسترشد بعقله ووجدانه. فإذا انتصر في الموقف، كان ما أراد، وإن خسر، أدرك أن هذا هو الأمر الطبيعي. سواء كان خاسرا أو منتصرا، وأحياناً لا هذا ولا ذاك.من تقوده الأمور والظروف إلى الخسارة في أمر ما، أو جولة صراع، فلا بد أن يكون كبيراً وعلى مستوى الحدث.. عليه أن يتقبل الخسارة بروح رياضية شريفة، ثم يتعظ من خسارته ، ويستفيد منها الدروس والعبر للجولات التي قد تأتي في قادم الأيام. لكن هناك بعض البشر، ممن تكون درجة الوعي والإلمام بهذه المفاهيم دون المستوى، وثقافتهم متواضعة، فهؤلاء ستدعوهم ثقافتهم تلك إلى الخصام وربما أحياناً إلى الفجور في الخصومة، وخصوصاً إن شعر أحدهم ورأى الهزيمة أو الخسارة في الطريق قادمة إليه لا محالة. فلا عنده تلك الروح الكبيرة تدعوه إلى الصبر وتقبل الأمر، ولا أخلاق الفرسان الرفيعة النبيلة تدعوه أيضاً إلى الترفع عن الصغائر وتوافه الأمور بسبب الخسارة. لكن هناك فريقا ثالثا هو أسوأ الجميع. هو ذاك الذي تأخذه العزة بالإثم حين اقتراب هزيمته، وتسانده بطانة سيئة ترى الحقائق واضحة لكنها تخفيها عن كبيرهم وتدعوه إلى السير على غير ذات هدى وبصيرة، فيكون كالناقة العشواء، يتخبط يمنة ويسرة، ويرفض الهزيمة وتقبلها بروح رياضية شريفة. خلاصة الحديث أنه لا أحد منا بالفعل يرغب فى أن يكون مهزوماً في موقف ما أو في صراع معين، ولكن لا تُقاس ها هنا الأمور بالرغبات والأهواء، فالحياة لا تسير هكذا اعتباطاً وحسب أهواء وأمزجة بعضنا، بل هي قوانين ومعادلات وسنن دقيقة. إذ حين تخسر جولة، فستكسب أخرى، وهكذا الحياة ، ربح وخسارة، ودوام الحال من المحال.