12 نوفمبر 2025

تسجيل

البُعد النفسي للتعاون بين السلطتين

28 أكتوبر 2021

لاحظت من تصريحات عدد من اعضاء مجلس الشورى وبعض المرشحين كذلك خلال الانتخابات الاخيرة كثيراً من الاشارة الى قضية التعهد بالتعاون مع الحكومة بلهجة تنطلق من شعور أدنى والعمل "كلحمة واحدة" وهي اشارة وقضية لا علاقة لها بطبيعة عمل كلتا السلطتين. التعاون بلا شك ضروري ومطلوب وملح، لكن انطلاقاً من وعي كل سلطة على حدة، ولا علاقة للحمة الوطنية في ذلك لأن مثل هذا الوعي هو ما يكرس قوتها وصلابتها، وليس التماثل الكلي الذي يفقد كلتا السلطتين وجودهما وطبيعة عملهما، لم اسمع من اي من الاعضاء نداءً الى السلطة التنفيذية "الحكومة" بالتعاون مع السلطة التشريعية المنتخبة حديثاً انطلاقاً من أصالة وجودها الحالي بالمقارنة بوجودها الشكلي في السابق، اكتمل البناء لكن تنقصه الروح، روح الشعور بالحياة البرلمانية الحقة، طبعاً الأمر مستجد، والاعضاء الجدد لا يزالون ضمن بهجة الفوز بالكرسي خاصة انهم جاؤوا من فضاء عام خال تقريباً، بينما السلط التنفيذية وجودٌ رسمي ومتكتل وله التأثير الكبير بلاشك في مجتمع استمر بلا حياة برلمانية الا بالأمس. البناء النفسي للعضو المنتخب يختلف عن البناء النفسي للعضو المعين، لذلك هو دائماً يطلب من الحكومة التعاون معه ويبدي استعداده بعد ذلك للتعاون معها، من هنا تأتي قوة الاعضاء في المجلس المنتخب انهم يمثلون كتلة او كتلا ويحمل هم الشارع والناس، فيستشعرون ثقل الامانة مما يجعلهم يطلبون دائماً من الحكومة ان تأتي الى ملعبهم، لا يقدمون وعوداً هكذا مجانا كما نرى أو يبدون استعداداً مسبقاً لم يُطلب بعد. عضو الشورى يحتاج الى نفسية البرلمان وافق حركته ودوره الحقيقي، اذا كنت منتخباً وتتحرك بعقلية المُعين فلا فائدة منك لا للمجلس ولا للحكومة، صدمة الفوز جعلت الكثيرين مما شاهدتهم حكوميين اكثر من الحكومة، قبل أن نبدأ اللحمة الوطنية تستدعي التكامل لا التطابق يا اخوان، والتكامل يستدعي أصالة المجلس التشريعي المنتخب وتعاون الحكومة معه. [email protected]