10 نوفمبر 2025
تسجيلحينما تريد أن تفهم معنى السياسة والإستراتيجية العربية ( العوجاء) وتستوعب ما يدور خلف الأبواب المغلقة في بيتنا العربي الكبير فلاشك انك بحاجة إلى من يستطيع أن يقنعك بأن موقفنا كشعوب أصبح (أشجع وأقوى) من موقف الحكومات العربية التي باتت طرفاً في حالة الضعف التي نعيشها !.. فهناك من ينخر في الحائط العربي مثل (السوس الأسود) وأوصلنا للأسف إلى ما نشاهده اليوم من مآسٍ نعيشها ونشاهدها سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا أو السودان أو اليمن وآخرها لبنان ولا ننسى طبعا فلسطين وفي غزة بالذات.. فقد بتنا بحاجة لمن ينوّر عقولنا لا أن يطفئها بخطابات رنانة وشعارات فارغة ويحيا الوطن العربي الكبير ويكفيني إني عربي ووحدة الدم واللغة والمصير وما إلى ذلك من خُطِب هامشية لا تُكسبنا شيئاً ولكنها تُزيد أصحابها (بلاهة أكبر)!.. نحتاج لمن يصارحنا بأن هناك خلافاً وعداءً بين العربي وشقيقه العربي وان هناك من يدس لأخيه السم في العسل ويحاول طعنه باليد اليسرى في الوقت الذي يصافحه فيه بيده اليمنى ! نحتاج لذلك وأكثر فقد بات يكفينا رؤية تلك الابتسامة الكاذبة والعناق المشبوه والسلام البارد بين الأشقاء العرب!.. تكفينا شعارات العروبة والخطب العصماء التي تؤكد في كل مرة ان ما يتعرض له جاري فهو يحدث في داري وان شعور الأسف يكاد يخنق الحناجر والعبرات توشك أن تُعمي المقل!!.. تعلموا أن تصدقوا في شيء واحد فقط.. تعلموا أبجديات القيادة الواضحة المكشوفة و(على بلاطة) نقولها: تعلموا من قطر أن تصارحوا شعوبكم بما لا يمكن الكذب فيه فالشمس لا يمكن إخفاؤها بغربال ولا بخمس أصابع ولا بعشر أيضاً!!. جاءت ثورة سوريا ولا تسألوني إن كانت باقية على ثوبها الثوري ام أنها تحولت لمجرد ساحة قتال وتصفية حساب بين متعطشن للسلطة أو للدم لا فرق لتكون الاختبار الحقيقي الذي عرّى الوجوه وأزال الأقنعة.. فإن كنا في مجازر غزة وجنين وصبرا وشاتيلا والضفة وعين الحلوة وغيرها الكثير من مآسي فلسطين التي لن تنتهي حتى تقوم الساعة قد تجاوزنا عن التماثيل التي وُلِدت وكبرت وشاخت في نفوسكم ولم تقوموا ذلك الوقت بما يجب أن يقوم به أي إنسان يملك قطرة دم واحدة في عروقه فإن مجازر سوريا اليوم كان يمكن أن تكون الفرصة الأخيرة لكم لتكسروا هذه الأصنام وتحطموا الخوف الذي يقبع في قلوبكم من نقم وغضب من يحالف هذا الجزار المسمى بشار الأسد لا بارك الله فيه!.. سوريا تموت ويكاد شعبها أن يفنى عن بكرة أبيه ونحن نشاهد ونتألم وندعو لقتلاهم بالرحمة ولأحيائهم بطول العمر!!.. هذا ما نريده ولا نريد المفاخر خذوها كلها لا نريدها لكن تحركوا زلزلوا الأرض من تحت أقدامكم المتيبسة.. لا نريد القيادة العربية تولّوها أنتم ونحن راضون فقط تحركوا واتركوا عنكم سيل المبادرات الذي لم يجف حبرها من أوراقكم..انزعوا ملابس الحياء المخجل وبراقع الخوف المخزي وتحركوا لإنقاذ سوريا وامنحوا شعبها فرصة لأن يتنفس ويُحصي كل أب وأم ما بقي من أولادهما في هذه المجازر التي يذهب ضحيتها الآلاف والتي لم تعطهم فرصة لأن يتفقدوا بعضهم البعض من الذي راح ومن الذي بقى ومن الذي لا يزال تحت الأنقاض يتنفس تحت حجارة القصف الذي لم تتوان قوات بشار وطائراته القاتلة من قصفهم دون رحمة ولا شفقة ! خذوا كل شيء وأعيدوا لنا سوريا بشعبها الباقي فقد تعودنا من أمهاتنا العربيات أن يلدن أضعاف من يغتالهم إرهاب السلطة وأطماع الكرسي والبركة فيهم أما نحن فلا بارك الله فينا إن كان هذا وضعنا في كل مرة.. ولذا دعوني أقول ولا أخشى في ذلك لومة لائم.. لا بارك الله في كل حكومة عربية كانت تستطيع أن تفعل شيئاً وتهاونت وتخاذلت وقالت (بتعدي مثلها مثل غيرها) أو ساندت هذا النظام الغادر خفية أو جهراً.. فالثورات تزيد وفي كل مرة يموت شعب ويصرخ الباقي هل من معتصم عربي يهب للنجدة؟!..هل من عمر أو خالد أو عمرو وهل بقي فيكم شيء من نخوة عربية أساسها الإسلام أم أن مسلمي العرب مسلمون بالوراثة؟!..سؤال جوابه: نعم !. ◄ فاصلة أخيرة: سوريا العربية تستحق المحاولة.. صدقوني !. [email protected]