06 نوفمبر 2025
تسجيلأحياناً بعض السيارات يحدث فيها خلل فني في برمجتها وتضطرب وظائفها المختلفة، وترى لمبات تحذيرية كثيرة مضاءة، وإذ لم تتدارك الأمر في حينه وتأخذها للمختص؛ لكي يقوم بإعادة برمجتها من جديد؛ لكي تعمل بصورة طبيعية وتتلافى مشاكلها التي إن تُركت من غير إصلاح؛ يمكن أن تؤدي في النهاية إلى حدوث حادث مؤسف لا سمح الله تكون عواقبه وخيمة، هذا بالنسبة إلى الآلة فالأمر هين. أما إن حدث ذلك في الإنسان فهُنا تكون الطامة الكبرى، فإذا اضطربت بعض وظائفه، وخاصة في منطقة الرأس في المخ الذي يُدير مختلف أعضائه، ولا تعمل وظائفه بدونه، وفي كثير من الأحيان يحدث اضطراب ما فيه يؤثر على سلوك الإنسان، فبعض الهرمونات تزيد أو تنقص أو تتعطل فيه وتحوله إلى كائن لا يستطيع أحد أن يتكهن بسلوكه، فتصدر منه أشياء غريبة وعجيبة، وقد يتهور بها أو يتخيل أشياء غير واقعية، ويتقمص شخصيات تاريخية، ويحس بأنه من العظماء الذين لا يجود الزمان بمثلهم !. وقد يقوم بأفعال يهز بها العالم بأسره، أو يُقدم على حماقات غير محسوبة العواقب، فيا لها من مصيبة وكارثة كبرى إذا كان صاحب قرار يتعلق بمصير شعوب أو أمة!، وتكبر المصيبة إذا كان تحت تصرفه ثروات ضخمة يُلقي بها في كل مكان لتغذية أفكاره الهدامة. والتاريخ حافل بهؤلاء من الحمقى الذين جنوا على أنفسهم وعلى غيرهم، وربما على البشرية جمعاء. فيا ليت حالهم كحال السيارات التي بعد أن تُعيد برمجتها يصطلح حالها وتمضي، أما هم فلن تستطيع أن تعيد برمجة عقولهم؛ فهم غير قابلين للإصلاح أو العودة عما هم فيه. المشكلة ليس لدى البشر آلية لمعرفة سبب هذا السلوك أو أين يكمن هذا الخلل؟. [email protected]