04 نوفمبر 2025

تسجيل

حين يتحدث (المجـــد)

28 سبتمبر 2018

رغم الافتراءات .. رغم الفبركات .. رغم الدناءة والخسة .. رغم الغدر والخيانة .. رغم السب والشتم والتعرض للأرض والعرض.. رغم القطيعة والحصار .. رغم الحرب الإعلامية والاقتصادية والسياسية .. رغم كل شيء دنيء وهابط وساقط ولاقط .. كان صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله على قدر من الرقي والمسؤولية في (خطاب الثبات) الذي أكد فيه على أهمية منظومة مجلس التعاون الخليجي ككيان إقليمي مهم، رغم كل ما فعلته بعض دول هذا المجلس في قطر ولا تزال للأسف، ولكنه (تميم) الذي لن يصلوا لأخلاقه وقيم بلاده التي يصر في كل وقوف على منصة دولية أن يوضحها، وأهمها تثمين وجود المنظومة الخليجية في المنطقة وما تتطلع إليه الشعوب من وراء هذا المجلس الذي أثبت للأسف هشاشة دفاعه أمام التحديات التي تواجهه، وأهمها خيانة بعض أطرافه لعضو مهم فيه، كل تُهمته أنه محتفظ بسيادته ويرفض أن يتدخل أحد في شؤون حكمه الداخلي وسياسته الخارجية، ولا يريد لهويته الخاصة أن تُمحى بالتبعية التي يريد هؤلاء فرضها عليه عنوة وإجبارا لا اختيارا، فمن عليه بعد أن تعرض هو وبلاده وشعبه لكل هذه الوسائل الدنيئة من الفبركة والافتراء والكذب وسياسة المنع والصد والرد أن يحتفظ برباطة جأش غضبه وانتقامه – إن أراد – ويصر على أن قطر جزء من مجلس التعاون الخليجي، وأن هذا المجلس يجب أن يستمر لضرورة شعبية، قبل أن تكون حاجة ماسة لقياداته؟! ، من عليه أن يكون بهذا الحلم العجيب وبلاده تحت حصار غير مبرر من شقيقة كانت كبرى وجار لدود غير ودود، له تاريخ عدائي مع قطر؟!، وقد يسأل البعض لم تحافظ قطر على كينونة هذا المجلس الذي لم ينصف المظلوم فيه ووقف مع الظالمين وتصر على البقاء ضمن أعضائه رغم موته سريريا حتى الآن وفرصة إنعاشه تبدو ضئيلة على المدى البعيد على الأقل؟!، لأن قطر لم تبادر يوما لتقود سياسة الفُرقة ولن تكون يوماً صاحبة هذه المبادرة ما لم يُحل هذا المجلس وتُعلن وفاته رسمياً من كافة الأعضاء، وهي متأكدة من سلامة موقفها الداعي دائماً إلى التكاتف وتحقيق الأسس الذي قام عليها هذا المجلس منذ إنشائه، وهذه ليست مثالية تتمثل بها الدوحة، ولكنه مبدأ حافظت الدوحة على انتهاجه دائما، وهو الذي لم تفهمه دول الحصار وتصر على تفسيره بالصورة المضحكة التي تروج له ولا تقنع به أحداً. نعم كان للحصار في بدايته تأثيره الكبير على قطر ولو تعرض له بلد آخر لا يملك الإيمان الذي تتحلى به قيادتنا الحكيمة ولا سياسة التروي الذي سارت عليه في محاولة تجاوز آثار الحصار، لانصاع فوراً، خصوصا بعد الخسائر التي قد يتعرض لها اقتصاده، ولكن نظراً للبنية القوية التي نما اقتصاد قطر عليها، وقف هذا البلد بثبات حتى باتت البورصة القطرية أفضل من مثيلاتها الخليجيات وفي زيادة وصلت إلى 2,6%، مرتفعة عما كانت عليه عام 2017 ومتوقع أن تصل هذه الزيادة إلى 3% في مطلع عام 2019، فأي سبب يجبرنا حتى هذه اللحظة على التأكيد على أهمية وجود مثل هذا المجلس الهش في منطقتنا، ونحن القادرون فعلاً لا قولاً على تسجيل خروج منه والدعاء (الحمد لله الذي عافنا مما ابتليتَ به غيرنا وفضلتَنا على كثير من خلقك تفضيلاً كثيرا)، خصوصاً بعد كل ما تعرضنا له ولا نزال من هذه الدول الفاجرة وأذنابها؟!، لكننا مؤمنون بأن لكل شيء ضريبته ولسياسة قطر الثابتة الضريبة التي تدفعها اليوم بشجاعة، والتي لم تجعلها رغم قساوتها تتخلى عن باقي الشعوب العربية والمسلمة المنكوبة، فكان هذا الخطاب بمثابة مرهم جروح شافٍ بإذن الله لشعوب اليمن وفلسطين وسوريا على وجه الخصوص ولشعبي العراق وليبيا بصورة عامة وتعهد قطر على لسان أميرها الشاب بتعليم مليون فتاة بمطلع عام 2021، في بادرة ليست بغريبة عنها، لكنها تبدو مستفزة لمن أراد كسر قطر، فإذا بقطر تجبر كسور المحتاجين وتكسر قلوب الحاسدين في آن واحد!. فاصلة أخيرة : كبرياء (قطر) سترةٌ ثقيلة ساعدتها على الثبات وسط (العاصفة)، لكنها أعاقتها عن السباحة في بحر (التبعية) التي أراد بعض جيرانها إغراقها فيه!. [email protected]