10 نوفمبر 2025
تسجيلإذا كان التاريخ كما يُقال لم يُنصف الحجاج بن يوسف الثقفي فبرغم ما فعله من قتل وسفك دماء إلا أن له مناقب كثيرة، كذلك حال الواسطة التي نذمها في كثير من أحاديثنا الجانبية ونشتكي من قوة سيطرتها وهيمنتها على كثير من القرارات. وهي قوة لا يُستهان بها لها مفعول كالسحر، فكم نحن نظلمها ونذم فيها ومحاسنها ونفعها كبير! فكم أسعدت عندما خرجت للبعض من بين حطام اليأس وركام انكسار النفس ورسمت البسمة على الشفاه بعد أن ظن صاحبها أنها لن ترتسم مرة أخرى. وكم حلت من عقد كانت صعبة الحل وكم من أشياء وأشياء كانت تقبع في رمال وسبخات السجلات والملفات لا يستطيع «الفورويل درايف» أن يقطرها فعجز عن ذلك لكن هي قَطرتها وأخرجتها إلى اليابسة أي رأت النور! وكم فرجت على البعض من كُرب الدنيا طبعاً بعد فضل الله وإرادته! وكم قطعت من مشاوير عمل سنين طويلة وجعلتها بعدد أصابع اليد الواحدة! وكم أخرجت من السجون ودفعت من ديون لولاها لظلوا فيها سنين طويلة لتنفيذ الأحكام! وكم بنت من بيوت وكم أعطت من أراضي بمساحات كبيرة وكم أرسلت من أُناس للدراسة بعد أن كانوا فاشلين في نظر المجتمعات وأصلحت من أحوالهم ومن تحصيلهم العلمي! وكم أرسلت من مرضى للعلاج وخففت عليهم الكثير من آلامهم الجسدية ولولاها لربما كانوا في عداد الأموات!. وآخر الكلام لا يكاد يخلو مجتمع من الواسطة وهو ربما يزيد في الدول المتخلفة عن الدول المتقدمة لكن هو موجود فيها ونأخذ على سبيل المثال السيد ترامب يوم عيَّن صهره مستشارا له زمن رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية، وفي حقيقة الأمر تُعتبر في كثير من المجتمعات ملح الحياة لا غنى عنها ولكن قوة الواسطة تعتمد على قوة المتوسط فيها ومركزه وكلما كبر كان مفعولها سريعا ونافذا كالرصاصة عندما تنطلق من البنادق.