15 نوفمبر 2025

تسجيل

مطلوب قادة

28 أغسطس 2016

لاحظ معي أن القائد الحقيقي الذي وهبه الله موهبة القيادة، يتسم بالتواضع الجم، ويكون صاحب أخلاقيات راقية تزيح جدار الخوف بينه وبين من يقودهم، ومتى زال حاجز الخوف والرعب بين القائد ومن معه، ونما مكانه الحب والاحترام والتقدير، فتأكد حينها أنك أمام قائد حقيقي من أولئك الذين تقرأ عنهم في كتب القيادة. هذا النوع من القادة يظهرون بين الحين والحين، وعلى جميع المستويات الإدارية، فليس شرطاً أن يكون القائد رئيس دولة، إنما يمكن أن يكون رئيس قسم أو مدير إدارة أو رئيس مركز أو مدير عام لمؤسسة أو شركة تجارية، أو مدير مدرسة أو رب أسرة، وهو أعظمهم على الإطلاق. القائد الحقيقي هو من يملك الرؤية البعيدة والأفق الواسع ورحابة الصدر. هو من لا يركن إلى الدعة والهدوء.. هو من يهتم بتجويد العمل والإبداع فيه. قليل الكلام، يتجنب القال والقيل لأنه يؤمن بأن قلة الكلام المصحوب بهدوء رزين، باعث على التأمل والتفكر، وبالتالي ضمان لصناعة قرار جريء واتخاذه في وقته المناسب. القائد الفذ هو من يمتلك مهارة كسب الآخرين الذين معه بجميع درجاتهم ووظائفهم ومستوياتهم وميولهم وعقلياتهم. هو من يلهم ويبعث على الإبداع. هو من يحب الكل، فتجد الكل يحبه. لا يؤذي ولا يحقد ولا يحسد، ويقـدّر ذوات الجميع ويحترمها. يعتبر الجميع سواسية عنده، لا فرق بينهم إلا بالعمل الجاد الإيجابي النافع. يسمع ويُنصت للجاد المخلص، ولا يلتفت كثيراً لمن صوته يسبق عمله. هو من يتعاون مع غيره ممن يأتمرون بأمره، لتحقيق إنجاز ما والنجاح فيه، مهما يكن مستوى الذي يتعاون معه، طالما قد وثق فيه ووجد عنده مفتاح الإنجاز، فتراه يدفع به ويشجعه ويتعاون معه، ليكون الاثنان سبباً في أي نجاح إن حدث. لذا تجد القائد الحقيقي النبيل لا ينتهز مواقف النجاح وينسبها إلى نفسه بحكم المنصب والصلاحيات والمسؤوليات، بل يشارك النجاح مع أي مساهم مهما كانت مساهمته، لكن تجده وقد انفرد بالمسؤولية في حال أي إخفاق وفشل قد يقع، فالخير عنده يعم، لكن الشر يخصه لنفسه، وأنه المسؤول الأول عن الإخفاق، عكس ما هو سائد في كثير من الأحيان. هذا هو القائد المطلوب، فمن وجده، يعض عليه بالنواجذ ولا يتخلى عنه، ومن لم يحالفه الحظ، فالبحث عنه أمر محمود ومرغوب.