13 نوفمبر 2025

تسجيل

كن كالبطة !

28 أغسطس 2016

كثيراً ما أتحدث من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وفي حياتي العامة عن ضرورة التحلي بالهدوء والسكينة في التعامل مع الآخرين ، لأن الأهداف لايمكنها أن تتحقق لأولئك الهجوميين الذين يريدون تحقيق كل شيء في أي وقت يشاؤون بالقوة فقط ناسين أنهم سيقابلون في هذه الحياة طرق النجاح والفشل معاً ! لهذا أريد أن أؤكد لكم من خلال هذه السطور على إنك أنت الوحيد المسؤول عن طريقة معاملة الناس لك ، عبر عن رأيك ولكن بهدوء ، وعبّر عن غضبك ولكن بحكمة ، فإن كان ولابد من العتب فبالحسنى، وتذكر قول تعالى عز وجل : "وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ". و عندما نتأمل الحياة من حولنا نستدرك بأن الماء هو أنقى شيء في هذه الحياة ، فنحن نرى البحر طاهراً نقياً لا يكدّره شيء لو رميت حجراً أو أي شيء ، سيكون حلقات جميلة سرعان ماتتلاشى ، من المؤكد سيتكدر سطحه لكن سرعان ما سيعود إلى ما كان عليه ، أتعلمون لماذا ، لأن الماء قادر على إحتواء وفهم ذاته وتنقية أعماقه قبل سطحه من خلال عمليات فيزيائية كثيرة ، لو كنا نتعامل مع أنفسنا بهذا القانون لأدركنا أهمية تقييمنا لذاتنا ، وأهمية إزالة كل مايشوب في أعماق أنفسنا وإستبداله بالأفضل دائماً. تخيلوا معي بحيرة نقية ، تعوم على سطح تلك البحيرة الهادئة بطة ، تلك البطة ومهما كانت حالة البحيرة ستستمر في التجديف وفي نفس الوقت ستحافظ على جمالها وهدوئها. كن هادئًا في تعاملك مع الآخرين وإستخدم لباقتك مع المسيئين إليك وتكلم بعبارات رزينة وودية فهذا هو أقصر الطرق لكسب الآخرين ونيل إعجابهم. وتذكروا بأن الهدوء بكل مايعنيه من معنى قادر على صناعة العجائب والتأثير على النفوس الغليظة أما العنف يولد العنف، وان الغضب يولد الغضب أما الهدوء فإنه يطفئ الغضب كما يطفئ الماء النار. تصرف دائماً كالبطة تماماً وأنت تسير في طريقك للحياة ، لاتتوقف مع أول منحدر ولا تستصعب أي عوائق في طريقك تمسك بهدوئك ومبادئك، ولتستمر خطاك القوية الواثقة كتجديف البطة وهي على سطح الماء ، ودمتم بهدوء وسكينة دائماً.