07 نوفمبر 2025
تسجيلإن المدرك لحقيقة الحياة يعي أن هذه الدنيا ما هي إلا دار للابتلاءات، وقاعة للامتحان حيث يكرم المرء أو يهان. نولد ونكبر شيئاً فشيئاً لندرك يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة أن الابتلاء هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، وكل منا له أقداره وأسئلته التي عليه الإجابة عليها لينجح في هذه الدنيا. فمنا من يبتلى بصحته ومنا من يبتلى بفقد الأمان أو بالخوف أو بالفقر أو المرض أو فقد الأحباب أو عدم التوفيق في أمور الحياة أو غير ذلك من أنواع البلاء في الحياة. ولكن التعاطي مع الابتلاءات ومدى الصبر عليها والتأدب في التعامل مع الله تعالى ومع الآخرين حين وقوعها هو الكاشف الحقيقي لمعادن البشر، والمعيار الدقيق لصدق الإيمان بالله تعالى، فالإنسان المؤمن بالله تعالى إيمانا حقيقيا حين تنزل عليه مصيبة ما فإنه سرعان ما يتأدب بتأديب الشارع وبالاسترجاع والصبر والتصبر والثبات (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). وقد أحسن أو العتاهية حين قال : اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد أو ما ترى أن المصائب جمة وترى المنية للعباد بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيه بأوحد فكل ما علينا التحلي به عند المصاب هو الصبر حتى نستطيع اجتياز عقبات الحياة وابتلاءاتها بقوة وثبات.