09 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ظاهرة غريبة ومستهجنة، تطالعنا بها بعض الفضائيات العربية، ووسائط التواصل الاجتماعي، تتحدّث بأن الراقصة الفلانية قرّرت التوقف عن الرقص في صالات الفنادق والحفلات الخاصة والعامّة خلال شهر رمضان، وأن المغنية العلانية قررت عدم الغناء في الحفلات أو في الفنادق وغيره، وأن الممثلة الشاملة المواهب ستخصص أيامها ولياليها في شهر رمضان في الصلاة وطلب الغفران من الله تعالى، والبعض منهن يؤدين مناسك العمرة في الشهر الفضيل ويحرصن على التقاط صور (سيلفي) ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بمجرد انقضاء الشهر يقمن بخلع الحجاب ويقلعن عن الصلاة، وكأن شيئاً لم يكن، فتعود ريمة لعادتها القديمة، كما يقول المثل الشعبي. الالتزام بالزي الشرعي فرض على نساء وبنات الأمة الإسلامية، فهو عمل صالح، لكن يمكن أن تفسده النيّة السيّئة المُسْبَقَة، فَكُل مَنْ ترتدي الزِّى الشّرعي وهذا هو الاسم الصحيح للحجاب في شهر رمضان فقط، مع تبييت نية التخلي عنه بعد رمضان، فقد أفسدته، لأن النية تسبق العمل وتقترن به، وربّ رمضان هو ربّ غيره من الأشهر.والعودة إلى الله تعالى بالتوبة واتباع منهاجه، واتباع نبيّه عليه الصلاة والسلام فيما أمر به، والإكثار من الطاعة والعبادة، أمر واجب، يقول الله في سورة( الأحزاب:الآية 59):"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ".وبينما رفض علماء الدين قيام الفتيات بارتداء الحجاب في رمضان فقط وخلعه عقب انتهائه، رجح خبراء نفسيون أن ارتداء الفتاة للحجاب في رمضان، وخلعه بعد ذلك، يكون ناتجا عن عدم قناعتها به، أي نوع من النفاق، والمنافقون فضحهم الله تعالى في أكثر من آية في كتابه العزيز، :" يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ "، كما في سورة (البقرة:الآية 9 ). فالمنافق في الشرع هو الذي يظهر غير ما يبطن، فإن كان الذي يخفيه التكذيب، فهو المنافق الخالص، وحكمه في الآخرة حكم الكافر، وقد يزيد عليه في العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم من الإيمان .ومن صفات المنافقين الواردة في القُرآن الكريم، إظهار الإصْلاح مع فسادِهم، فهم يسْعَون في إفساد أخْلاق النَّاس بدعوتِهم للانْحِلال والتحلُّل من القيَم والمثُل، يُفسدون في الأرْضِ بنشْرِهم الرَّذيلة ودعْوة النَّاس لها، بدعْوى التحرُّر والانعِتاق من الموروثات البالية، يقول الله تعالى في سورة (البقرة:الآية 11 ):" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ..."، فالموازين لديْهِم مختلَّة، ومتى اختلَّ ميزان الإخْلاص والإيمان، اختلَّت سائرُ الموازين والقِيم، فالَّذين لا يُخْلِصون سريرتَهم لِله يتعذَّر عليْهِم أن يشعُروا بفساد أعمالِهم، فميزان الخير والشَّرِّ، والإصْلاح والإفساد، في نفوسهم يتأرْجَح مع الأهواء الذَّاتيَّة، ولا يثوب إلى قاعدة شرعيَّة، ومن ثَمَّ يَجيء التعقيب الرَّبَّاني عليْهم": أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ"، سورة (البقرة :الآية 12 )....يتبع.