11 نوفمبر 2025

تسجيل

كونوا من الشاكرين

28 مايو 2012

وعد المولى عز وجل عباده الشاكرين بالثواب، ومغفرة الذنوب، وزيادة النعم والبركة في الأبدان والأعمار قال تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد). انظروا – معشر الشباب – إلى الشكر على أنه شيء تتقربون به إلى الله تعالى فالنطق بالشكر هو نعمة تستوجب شكراً آخر.. وانظروا إلى الشكر على أنه مصدر للسرور والرضا والطمأنينة، وهذا ما يمكن أن يشير إليه قوله تعالى (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم) سورة النمل: 40. وكتاب الله العزيز يجمع بين التقوى والشكر، فيأمر بالتقوى حتى إذا اقتنع الإنسان بها وتحققت فيه دخل في عباد الله الشاكرين، قال تعالى (فاتقوا الله لعلكم تشكرون)، نعرف أن كثيراً من الناس لا يملون من الشكوى، ولا يملون من الكلام على الآخرين، وتشعر حين تجلس معهم، وكأنهم لم يشبعوا من أي شيء، كما تشعر بأنهم غير راضين عن أي شيء، وهذا يشكل مصدراً لآلام نفسية لا تنتهي. اتخذوا يا أبنائي من الحمد والشكر والثناء على الله تعالى مصدراً لحماية النفس من التآكل الداخلي ومناسبة لإظهار النبل والعرفان بالجميل لمن أحسن إليكم، إذا سئل الواحد منكم عن حاله وصحته، فليقل أنا في أفضل حال، ومن الشكر يا أبنائي شكر الناس على إحسانهم وأفضالهم علينا، وقد اعتبرته السنة من شكر الله لقوله: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله" والحقيقة أن الشكر فن من الفنون الجميلة ويحتاج تعلمه إلى درجة عالية من الشفافية، والإنسان الشاكر يعلم غيره كيف ينسب النعم إلى أصحابها، وبذلك يتجنب الجحود وهي صفة ذميمة في المجال التربوي. ومن آثار الشكر التربوية أنه يبعد الإنسان عن المعصية لأن المعصية هي اعتداء على أوامر الله، واستعمال النعم في غير مرضاة الله، فحين يكون العبد شاكرا فإنه مطيع ومنفذ لأوامر الله ورسوله بعيد عن الانحراف، والشكر يربي المرء على فضيلة التواضع والبذل والإنفاق، فالشاكر لا يتكبر على خلق الله لأنه يعلم أن قوته وماله، إنما هما فضل من الله، فالشكر يزيد المسلم طاعة لله وتواضعا وانكسارا واجتهادا لفعل الخير. والأمة الشاكرة، أمة قوية متحابة متماسكة ينتشر في أرجائها الود والإحسان إلى الناس والمسارعة إلى المعروف، ويلاحظ الباحث انه كلما ازداد الشكر زاد الخير، فمجتمعنا المسلم يدين بالشكر لكل هؤلاء: * الزوجة التي تقف إلى جوار زوجها وأولادها موقفا إيجابيا وبناء لبناء مجتمع أفضل. * المؤسسة التي تكتب لعملائها شكرا لزيارتكم لنا ونتمنى تكرار الزيارة. * الجار الذي يقوم بإصلاح أو تعديل في بيته عوضاعن كل السكان في صمت. * الإنسان الشجاع الذي يقف دائماً إلى جانب المظلوم لنصرته على ظالميه. * الرجل الذي وصل إلى قمة السلطة في بلده العربي في أيامنا هذه وترك الأضواء والمجد ليعمل في صمت كجندي من جنود الدعوة الإسلامية. إن هذا الشكر الذي يوجهه مجتمعنا المسلم لكل هؤلاء سوف يدفعهم – بلا ريب – إلى زيادة الخير، وبذلك نحقق مقصد الآية الكريمة التي تقول (لئن شكرتم لأزيدنكم). هذا وبالله التوفيق.