05 نوفمبر 2025
تسجيلتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة عن تضرر البعض من آثار تناول المكملات الغذائية، خاصة التي تقدم داخل المراكز الرياضية الخاصة وكمال الاجسام دون ضوابط أو شروط أو أي رقابة صحية أو توعية بكيفية استخدامها، وتضرر الكثير من تناولها وأصابتهم بعض الأعراض الجانبية الخطيرة، وفي الغالب تحدث هذه الأضرار لمرتادي هذه المراكز الرياضية الذين يعتقدون أن هذه المكملات الغذائية تزيد من قوتهم وتحملهم للتدريبات الرياضية الشاقة التي يمارسونها في هذه المراكز بالإضافة الى الأشخاص الآخرين الذين يرغبون في إنقاص أوزانهم عن طريق هذه المكملات الغذائية. أضرار المكملات الغذائية المستحضرات الدوائية التي تستخدم في بناء العضلات تحمل في تركيبها جرعات عالية من الكافيين بالإضافة إلى منبهات أخرى، وإن التأثيرات الجانبية لها تعود لهذه المنبهات وتشمل: الشعور بالقلق والعصبية والانفعالية، وحدوث الإدمان والتعود واضطرابات في نظم وخفقان القلب، وفقدان الوزن وحدوث الارتعاشات وانخفاض في الضغط والنوبة القلبية، لذا فإن مرضى القلب والذين يرغبون بتحسين أدائهم الرياضي يجب ألَّا يتناولوا أي مكمل يحتوي على هذه المنبهات، كما أن مكملات البروتين تعد المكمل الأساسي لبناء العضلات، ومن أشهر الأمثلة المتواجدة في السوق هي مكملات مصل اللبن "الواي بروتين" ومكمل بروتين الكازئين، وبما أن هذين المكملين مشتقان من الحليب، والحليب غني بسكر اللاكتوز، فيجب على الأشخاص الذين يعانون من تحمل اللاكتوز عدم استخدام هذه المكملات، لأن ذلك سيسبب لهم إزعاجات هضمية، وتطبل في البطن وإسهالا وإقياء، كما أن تناولها بكميات هائلة كما يفعل بعض الرياضيين سيؤدي إلى زيادة غير صحية في الوزن، لأنها سترفع نسبة الدهون لديهم في هذه الحالة، كما أن بعض مساحيق البروتين المنكهة قد تسبب اضطراباً في سكر الدم لوجود المحليات في تركيبها، وهناك الأمونيا التي تعد من مستقلبات هضم البروتين والتي تتحول إلى مركب اليوريا، والذي يتم طرحه عبر البول، ولكن تناول البروتين بجرعات مفرطة سيؤدي لإنتاج كميات كبيرة من اليوريا، مما يسبب ضغطا على عمل الكلية وحدوث إذابات فيها قد تصل لمرحلة الفشل الكلوي. دور الجهات الصحية في التوعية بهذه الأضرار طالما أن الرياضي يلتزم بجرعة المكمل الذي يتناوله وبالتعليمات الصحية الصحيحة حول طريقة استخدامه، فلن تحدث له الأضرار الجانبية، وعلى الرياضي أن يقوم بانتقاء المكمل المناسب لحالته الصحية والجسدية قبل كل شيء، ولا خجل في استشارة المدرب في النادي أو أخصائي التغذية قبل تناول المكمل الرياضي، وقد حذرت وزارة الصحة العامة المواطنين والمقيمين في دولة قطر، من شراء المستحضرات الصيدلانية والدوائية والعشبية والمكملات الغذائية والمستحضرات المستخدمة في عملية حرق الدهون، سواء عبر شبكة الإنترنت أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ نظراً لخطورتها الشديدة على الصحة العامة وكون ذلك مخالفة للقوانين واللوائح المعمول بها في الدولة. حماية المواطنين والمقيمين من تناول المكملات الغذائية يجب أن يحرص المواطنون والمقيمون على تحري الدقة والتأكد من كون المستحضرات الدوائية والصيدلانية والعشبية والمكملات الغذائية، التي يقومون بشرائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مسجلة ومعتمدة داخل دولة قطر، وأنها أصلية وغير مقلدة، والرجوع إلى المصادر الرسمية المختصة بإدارة الصيدلة والرقابة الدوائية في وزارة الصحة العامة للتحقق من ذلك قبل الإقدام على عملية الشراء، ولكن الكثير من الأشخاص يقومون بشراء هذه المستحضرات الغذائية من المواقع التي تروج لها ولا توجد رقابة دقيقة على هذه المواقع من قبل الجهات الصحية بالدولة. توصيات هامة للجهات المعنية بالدولة يجب على الجهات الصحية بالدولة ان تضع آلية لصرف المكملات الغائية، بحيث لا يتم صرفها الا عن طريق دكتور التغذية، وتسجيل جميع أنواع المكملات الغذائية وحصرها وتسجيلها لدى الجهات المعنية بالصحة مع تشديد الرقابة عليها، كما أن هناك دورا كبيرا لوزارة التجارة والصناعة يتمثل في الزام المحلات والمراكز الرياضية بعدم بيع المكملات الغذائية بدون وصفة طبيب، والزام هذه المراكز الرياضية الخاصة والمحلات التي تبيع المكملات الغذائية بوضع لوحة تحذيرية على المدخل تبين خطورة استخدام المكملات الغذائية والأضرار التي تسببها، كما ننوه بإيجاد آلية للتنسيق بين الجهات المعنية في كل من وزارتي الصحة العامة والتجارة والصناعة وتشديد الرقابة على الجهات التي تروج لهذه المكملات الغذائية الضارة. كسرة أخيرة وزارة الصحة العامة لا تدخر جهداً في العمل على الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين، وتقوم بدورها في التحذير من استخدام هذه الأدوية العشبية الضارة، كما تقوم بالعمل على منع دخول أي شحنات أدوية يتضح أنها غير سليمة، وانصح المواطنين والمقيمين بالابلاغ عن تجاوزات او مخالفات تخص مخالفات استخدام هذه المكملات الغذائية في المراكز الرياضية الخاصة، ويتم الإبلاغ عن طريق خط ساخن وهو (16001)، ربنا يحفظ الجميع من كل شر ونضع في نصب أعيننا أن الوقاية خير من العلاج. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]