04 نوفمبر 2025
تسجيلحفلات الزفاف (الأعراس) تبعث على البشر والسرور باعتبارها حلولا تحصن شبابنا من مخاطر الانحرافات والفتن، إلا ان فئات نسائية تمرست على اتخاذ هذه الاجواء الاحتفالية ميدانا تزاول خلاله سلوكيات منحلة وتصرفات سفيهة، تنم عن فقدان الحياء والحشمة وتجاوز أخلاق وقيم المجتمع، بذريعة خاطئة أنها حفلات نسائية خاصة. نسوة وفتيات عابثات يتنافسن في كشف العورات والرقص الخليع وما يتبعهما من جنون وانفلات، فأين ذهبت تعاليم الدين والعفاف؟!. تصرفات بذيئة تؤذي مشاعر أخوات فاضلات محتشمات، فكم من حفلات ساهرة صاخبة بداع أو بدون داع، تتحول معها زوجات وأمهات وبنات إلى كيانات أخرى، أجساد تنحسر عنها الملابس إلى ما فوق الركبة وأخرى تضيق عليها أزياؤها فتكاد تتشقق، وأخرى مفتوحة الجوانب تحاكي أشكال الفاجرات، ولباس شفاف ينطق بالإسفاف!!.تتقصع احداهن في مشيتها أو تقابل المهنئات بوجه كعلبة الألوان، حتى تحاذي الواحدة الأخرى تحت اضواء ساطعة فلا تعرفها قبل ان تميز صوتها أو تسألها من تكون!، وثانية تطل على الجمهور ببطنها أو تتمايل نحوهن بظهرها المكشوف، ثم تلتقي سفيهات النساء بسفهاء الرجال فيما يعرف بدشة العريس، او إجلاس العريسين في الكوشة، وقد يتراقص الجمع شاهدين على أنفسهم بفقدان المروءة والغيرة.... وغيرها من أفعال ماجنة يترفع قلمي عن تبيانها. هستيريا الأعراس (مرض نفسي عصابي) أصابهن، وكلا منهن تتوهم أنها نجمة الحفل بلا منازع، ليقال إنها الاجمل والأروع أو (تهبل) اعترافا منهن بالجنون! ولا تتورع ان توصف بأنها اكثرهن إغراء وإثارة، فمن تغري، ومن تثير؟!.ياله من عالم مسكون بالجنون إذ يتعدى الحد المعقول من التجمل وإظهار الفرح، إلى ما يشبه طقوس عبدة الشياطين، بل صار منها، والحناجر المزعجة تنطلق ومعها إيقاعات تهز أركان القاعات، مما حدا بكثيرات من المحافظات إلى اعتزال تلك الاحتفالات المنكرة، حتى وان كانت العروس من قريباتهن، تنزيها لأنفسهن من السقوط في ذلك المستنقع الآسن. ورغم فساد تلك الأعراس، وآثارها الخبيثة فما تزال (نسوة الأعراس) سادرات في غيهن، متنقلات بين الباعة والخياطين وصالونات التجميل، ينفقن أموالا وأوقاتا وجهودا طائلة في سبيل التبرج والسفور وحفلات الفجور، ناهيكم عن جحود النعم، ولا تسأل بعدها عن الشؤون الأسرية.فإلى متى نغض الطرف عن هذا المنكر القبيح وما ينجم عنه من مفاسد كبرى، خاصة مع إمكانية التصوير ونشر الفضائح.ومن المصائب الجسام أن الآباء والأزواج يتساهلون أو يرضون بتلك الأوضاع المزرية التي طمت وعمت وانتشرت انتشار النار في الهشيم.فلابد من وقفة جماعية جادة نعالج بها هذا الخلل الخطير، قبل ان يصيبنا غضب العزيز الجبار. قاعدة ذهبية (من كان في نعمة ولم يشكر، خرج منها ولم يشعر)، حكمة بليغة تستحق أن نتذكرها دائما، وكنت أحفظ حكما وأقوالا مأثورة بهذا المعنى، لكن هذه العبارة تحديدا، نقلتها عن الأستاذ / أيمن الربعي، من تونس الشقيقة وأحد المثقفين العرب العاملين في منتجع سميسمة من ربوع بلادنا الحبيبة.