14 نوفمبر 2025
تسجيلفاجأت وزارة الطاقة والصناعة المواطنين والمقيمين في قطر بقرارها المفاجئ بإعادة هيكلة أسعار الوقود في السوق المحلية وربطها بأسعار السوق العالمية للمشتقات النفطية، والتي جاءت على حسب وصف رئيس لجنة دراسة أسعار الوقود منسجمة مع الممارسات المتبعة في الكثير من دول العالم!! ومن وجهة نظري المتواضعة أرى بأن القرار لم يكن موفقاً أبداً لاسيما وأنه لم يمضِ على الزيادة الفعلية التي طرأت على أسعار الوقود وبواقع 35 % إلا أقل من 4 أشهر فقط!! ولازالت تداعيات هذه الزيادة تُلقي بظلالها وتستنزف جيوب العديد من المواطنين والمقيمين في الدولة والذين هم في الأساس يُعانون من الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الدولة مع انخفاض أسعار البترول والتي أدت إلى قطع العديد من البدلات واضطرتهم إلى تغيير نمط حياتهم المعيشية لمواكبة ظروف هذه التقلبات التي طرأت على الدولة والمنطقة برمتها.والخطير في الأمر ليس القرار بحد ذاته وإنما فيما قد يُحدثه هذا القرار من زيادة في إرتفاع السلع والمواد الغذائية وما قد يتبعها من تضخم وتقلب في الأسعار بشكل عام، وهو الأمر الذي نعتبره خطاً أحمر لا يجب أن يتم تجاوزه لأنه لم يضع في أولوياته مصلحة المواطنين والذي شدّد عليه صاحب السمو أمير البلاد المفدى في كلمته السامية للوزراء في شهر يناير الماضي عندما قال بأن معيشة المواطنين يجب أن لا تتأثر بانخفاض أسعار النفط، وهي الرؤية الثاقبة التي طالما أكد عليها سموه الكريم وكررها لقناعته بأن من حق المواطنين القطريين أن ينعموا بحياة الرخاء والرغد الذي أنعمه الله على هذا البلد الذي عم خيره مشارق الأرض ومغاربها.لذا فإنه من غير المقبول أن يتفاجأ المواطن بين ليلة وضحاها بمثل هذا القرار الجائر وتحت ذريعة انسجامها مع ما تمارسه دول العالم في مثل هذه الظروف التي يشهدها سوق النفط العالمي، وتناسوا بأن الوضع الاقتصادي لقطر في أمان ولا خوف عليه في ظل السياسة الحكيمة التي تتبعها قيادتنا الحكيمة، وإن كان لابد من العمل عليه لكي ينسجموا مع النظام العالمي المتقدم فعليهم أولاً أن يُحسّنوا من خدماتهم التي يقدمونها للمستهلكين بزيادة محطات الوقود وإيجاد حل جذري للإزدحامات التي تشهدها تلك المحطات على مدار الساعة، فكما أنهم يفاجئوننا بقراراتهم فعليهم أن يطورا من خدماتهم حتى يكسبوا على الأقل ثقة واحترام المستهلكين!!فاصلة أخيرةمشكلة القرارات المصيرية أنها تكون أشبه بحلم ليلة يُرادُ لها أن تطبق في اليوم التالي دون أن تكون هناك أي دراسة مسبقة أو توقعات بأنه ستكون لها تداعيات وتأثيرات سلبية على الفئة المستهدفة منها!!"اتقوا الله في البلاد والعباد يا مسؤولين"!!