13 نوفمبر 2025

تسجيل

إلى الجحيم سر

28 أبريل 2015

الانقلاب في مصر يحول حياة المصريين إلى مسلسل رعب لا ينتهي، فرديا وجماعيا، وعلى كل الصعد، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وأمنيا، فالقانون الوحيد المفروض على الفرد والمجتمع هو "قانون الطاعة" وعدم الاعتراض او الانتقاد، وأن أي خروج على النص أو تغريد خارج السرب ثمنه القتل أو السجن أو التشريد في الأرض. منذ يوليو- تموز 2013 وحتى الآن لم يحقق الانقلاب أي إنجاز على الأرض، فحياة المصريين زادت سوءا وعنتا ورعبا وفقرا وبطالة وزاد عدد حالات الانتحار بطريقة قياسية، وارتفع عدد حالات الاكتئاب الشديد حسب دراسة لأحد علماء النفس بأكثر من مليون حالة، وعم الفساد في بر مصر وبحرها، وعسكر الانقلابيون المجتمع والدولة، وحولوا مصر إلى معسكر يعيث فيه الانقلابيون فسادا وتخريبا، إلى درجة تحولت فيها الحياة إلى جحيم حقيقي لكل المصريين باستثناء قلة من الجنرالات والضباط ومصاصي الدماء المرتبطين بهم.لقد حول الانقلابيون بزعامة السيسي مصر إلى مصيدة مبنية من اليأس والعجز والفساد، فالداخل إليها مفقود، ومن يقترب منها يصيبه من العنت والعذاب، ومن يعرف أكثر مما ينبغي فإن الموت بانتظاره، موتا جسديا ماديا أو معنويا.وربما كانت واحدة من أبشع التفاهات والاختلاقات التي يلجأ إليها نظام السيسي الانقلابي الدموي هو تلفيق التهم البائسة للمعارضين، وأكثرها تفاهة "التخابر و الإرهاب" فكل المعارضين "متخابرين وإرهابيين"، فالرئيس المدني الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي لفقت له تهمة "تخابر" وهو رئيس، مما يعبر عن سقوط في مستوى التلفيق والكذب عند الانقلابيين، والصحفيون المصريون الكبار المعارضون للانقلاب وجرائمة "متخابرون"، وهم إعلاميون كبار من وزن محمد القدوسي وسليم عزوز وقطب العربي وصلاح بديوي ويحيى غانم، وهم من أثقل الصحفيين وزنا وقيمة في مصر، فالقدوسي وعزوز، رئيسا تحرير وقطب العربي نائب رئيس المجلس الأعلى للصحافة، ويحيى غانم، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، وصلاح بديوي أحد أهم صحفيي جريدة الشعب المعارضة، وما يجمع بين هؤلاء هو معارضتهم للنظام الانقلابي أو محاولة ذكر الحقيقة كما هي دون زيادة أو نقصان، بل امتد تهم التخابر لتشمل صحفيين غير مصريين مثل الفلسطينية غالية حمد والفلسطيني محمد وشاح، وكان بإمكان هؤلاء الصحفيين أن يكونوا "نجوما في دولة العسكر" لو قبلوا الركوب على جناح بيادة الجنرالات الانقلابيين، لكنهم انحازوا إلى ضميرهم الحي وأمتهم، وانحازوا إلى العدالة والكرامة والحرية.النظام الانقلابي الجاثم على صدر مصر يضع البلاد في واحدة من اسوأ حقبها التاريخية على الإطلاق، إنها "الحقبة الأكثر سوادا وعفنا وفسادا وعنفا ورعبا وإرهابا". وهو يريد أن يفقأ عيون الناس، مثل "قناص العيون"، ويريد أن يرتكب جرائمه دون أن يراها الإعلام والإعلاميون والصحفيون، يريدها جريمة لا دليل ولا شهود عليها، ولهذا يكسر الكاميرات، ويعتقل الصحفيين ويقتلهم، ويختلق تهما لكل صحفي لا يسير في ركابه، فهو لا يرى الإعلام إلا "أداة" للسيطرة والتزييف والكذب، والصحفيون عنده هم "بتاع" أو " الولد والبت دي" الذي ينتظرون مكالمات عباس والسيسي وتعليماتهما، وأي خروج عن النص فإن تهمة التخابر جاهزة لـ"ابن ..."، ومن يريد أن يعرف "ابن ايه" عليه أن يعود إلى التسريبات المنشورة على اليوتيوب.لا حل إلا بسقوط هذا الانقلاب، ومحاكمة الجنرالات الانقلابيين على جرائمهم بحق الديمقراطية وإلغاء الإرادة الشعبية والإطاحة برئيس منتخب وإدخال مصر في أتون الجحيم ودفع مصر إلى الانتحار والاكتئاب والفقر.. فهذا النظام الانقلابي يرفع شعارا لـ "مارش" عسكري.. إلى الجحيم سر.