كل هذا مجرد حلم

هناك الكثير من الكيانات تُولد وقد يُعلق عليها الناس أمالاً عريضة وأماني كبيرة، ولكن منذ ولادتها التي كانت متعسرة، وقبل أن يكتمل النمو الطبيعي وربما كان هناك خطأ طبي أدى إلى قطع الأكسجين عن المولود، مما تسبب له بموت دماغي. فأنت تراه مولوداً عادياً، لكن بدون عقل، قد تعطل أهم شيء فيه، فهو لا يتجاوب مع أحد في الحاضنه! وعندما ترى هذه الكيانات تقول في قرارة نفسك ما شاء الله على هذا الجمع قد اختلط حابله بنابله، وتطايرت منه تلك القرارات القوية وربما تصدعت منها جدران البناء القائم من فرط قوتها ويمكن حتى الأبنية المجاورة! وقد يظل الناس في الخارج في حيرة من أمرهم يحبسون أنفاسهم وينتظرون هذه الأخبار المدوية التي سوف تُحدث فارقاً كبيراً على مختلف المجالات. وقد تسمع أصوات سيارات الإسعاف ذهاباً وإياباً تنقل جرحى هذه المناقشات، فلقد تقاذفوا بالأحذية ولولا ثقل الكراسي لحدثت كارثة وسقط الكثيرون وكانت إصابات بعضهم بليغة ومعقدة. وأحدث هذا الفعل والحدث الكبير ردة فعل مدوياً صداه محلياً والأهم عالمياً. فلقد تناولت كبرى الصحف العالمية ما حدث بالتقارير والتحليلات المختلفة، ولم يكن يتوقع أحد بأن يخرج مثل هذا التصرف المُبهر ديمقراطياً من صلب دول العالم الثالث والتي تُعتبر الحرية فيها عملاً غير صالح ومن المحرمات. وما لبثت إلا بسقوطي من أعلى السرير وطارت عصافير نومي بعيداً ولو وضعت لها الحبوب فلن تعود. وحمدت الله كثيراً بأن كل الذي رأيته وسمعته هو مجرد حلم نظراً لمشاهدتي فيلم هندي في إحدى القنوات الفضائية.