16 نوفمبر 2025
تسجيللم تَـخِـبِ الظنونُ في مُجَـمَّـعِ الساقطينَ الـمُسَمَّى بالإعلامِ الـمصريِّ، فقد فاضَ كعادتِـهِ، وخرجَ الصغارُ العاملونَ فيه ينعقونَ بانحطاطِـهِم و دُونيَّـتِـهِم، فأضحكونا كثيراً وهم يتواثبونَ محاولينَ لَـفْـتَ انتباهِـنا لوجودِهِم في الدنيا، وقد غابَ عنهم أنَّ الصقرَ العربيَّ القطريَّ يحلقُ عالياً في سماواتِ التَّحَضُّرِ والـمَدَنيةِ والإنسانيةِ والكرامةِ، ولا يَنشغلُ بِـبُغاثُ الطيرِ.1) كلما دُفِـعَ الساقطونَ في الـمُجَـمَّـعِ لنَـهْشِ الإسلامِ والعروبةِ، وتَحقيرِ الشعوبِ والدولِ، نجدُهُم يُحدثونَنا عنِ الحضارةِ الفرعونيةِ، وكأنَّها حضارةٌ أسستْ لنظامٍ سياسيٍّ فريدٍ، واستطاعتْ الخروجَ من حدودِها لتُؤثِّـرَ حضارياً في الأممِ والشعوبِ. في حينِ أنَّها كانت حضارةً محليةً تقومُ على الاستبدادِ، وعبادةِ الفرعونِ، وتسخيرِ الشعبِ والهندسةِ والطبِّ لغايةٍ واحدةٍ هي بناءُ مدافنَ للفراعنةِ فقط. وكان الأَولى بهم لو حدثونا عنها كجزءٍ مجيدٍ من تاريخٍ قديمٍ طواهُ تاريخٌ جديدٌ بدأ بظهورِ الإسلامِ الذي تبوَّأتْ مصرُ فيه مكانةً عظيمةً. 2) عندما نتحدثُ، نحنُ العربَ القطريينَ، عن تاريخِ بلادِنا، فإننا نفعلُ ذلك بإدراكٍ لكونِـنا جزءاً من أمةٍ نفخرُ بتاريخِـها كلِّـهِ. ولكننا، أيضاً، نفخرُ بتاريخِـنا الحديثِ والـمعاصرِ، وندركُ أنَّ الإنجازاتِ في كلِّ الـمجالاتِ، وأولُها دولةُ الـمؤسساتِ والإنسانِ، هي أهراماتُنا الخاصةُ التي بنيناها نحنُ، ثمَّ سَـوَّرناها بالإسلامِ والعروبةِ والإنسانيةِ، فاستطعنا التأثيرَ في أمتنا والعالَمِ حضارياً وسياسياً واقتصادياً. أما الـمُهرجونَ في الـمُجمَّعِ، فقد وقفوا نائحينَ على أطلالِ ماضٍ اندثرَ، و لم يُحققوا إنجازاً في حاضرِهِم يعطيهم مجردَ الحقِّ في التَّعالي والعنصريةِ. 3) منَ العباراتِ التي لا يفتأُ الساقطونَ يرددونها، أنَّ بلادَنا أصغرُ من محافظةٍ في مصرَ. فهل هذا عيبٌ؟. بالطبعِ، لا. لأنَّ تأثيرَ الدولِ، كقطرَ الحبيبةِ، لا يُقاسُ بما يدَّعونَـهُ، وإنَّما بتواجدِها في العالمِ سياسياً واقتصادياً، وبما تشهدُهُ من نهضةٍ في التعليمِ والصحةِ والعملِ واحترامِ حقوقِ الإنسانِ . 4) مشكلتُنا معَ مُجَـمَّـعِ الساقطينَ مشكلةٌ أخلاقيةٌ، لأنَّ أدبَنا النابعَ منَ الإسلامِ الحنيفِ والعروبةِ الإنسانيةِ يَحولُ بيننا وبينَ الانجرارِ إلى هُـوَّةِ الانحطاطِ الأخلاقيِّ التي يرتعونَ فيها صارخينَ بما تَـعِـفُّ عنه نفوسُ الكرامِ. فصمتُنا عن بذاءاتِـهِم هو تَـرَفُّعُ الحُرِّ الكريمِ القويِّ عن مخاطبةِ السُّوقَـةِ الجَهَـلَةِ الغوغائيينَ. كلمة أخيرة :قال السُّموألُ:تُـعَـيِّـرُنا أَنَّـا قَـلِـيْـلٌ عَـدِيْـدُنا فَـقُلْتُ لَها: إِنَّ الكُـرامَ قَلِـيْـلُ وَمَا ضَرَّنا أَنَّـا قَلِـيْـلٌ وَجَارُنا عَزِيْزٌ، وَجَارُ الأَكْثَرِيْنَ ذَلِـيْـلُ