13 نوفمبر 2025

تسجيل

الشركات وذوو الاحتياجات الخاصة

28 فبراير 2011

لم تدخر الدولة – مشكورة - جهداً إلا بذلته من أجل الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أنشأت الأقسام اللازمة لهم في المستشفيات واهتمت بقسم العلاج الطبيعي ووفرت له كل الامكانيات من أجهزة غالية الثمن وأطباء ومهنيين ومختصين، وتتابع المريض في منزله وتوفر له الرعاية والاهتمام والأدوات التي تساعده على التغلب على إعاقته وتساهم الدولة في توفير الخدم والرواتب والملاحق للقطريين، وغير ذلك الكثير. وما أرجوه هو أن تقوم الشركات الخاصة أو حتى نصف الحكومية وأشباهها بتبني بعض من تلك المشاريع، لا لعجز الدولة عن ذلك ولكن مساهمة منها في دفع عجلة النمو والتقدم والرعاية الصحية المتكاملة للقطريين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، مما يخفف العبء على الدولة وكذلك تكون كل الخدمات لمثل تلك الفئة الحساسة والموجودة بيننا سواء من القطريين أو المقيمين دون مقابل أو بأسعار رمزية. وإذا أردنا أن نلقي الضوء على ما يمكن أن تقوم به الشركات فإنه كثير وعلى سبيل المثال إنشاء مراكز متخصصة مثل الشفلح الذي هو الوحيد في قطر يقدم خدمات للأطفال المعاقين، فإنشاء مثل هذا المكان يخفف الطوابير على الشفلح ويلبي احتياجات الكثيرين وأعتقد أنه بإمكان الدولة أن تمده بالمختصين ليعملوا فيه وسيكون هناك الكثير ممن يتطوعون للعمل به وأنا أولهم في حال تبني إحدى الشركات لهذا الأمر بما لدي من خبرة في الإدارة والإعلام والعلاقات العامة. وكذلك يمكن إنشاء ملتقى لأهل المعاقين لتبادل الخبرات وأن يكون مكانا تلقى فيه المحاضرات والندوات التثقيفية التي اعتقد أن المجتمع بأمس الحاجة إليها لما تعانيه كثير من الأسر في كيفية التعامل مع ما لديهم من معاقين ولما يحتاجونه من زيادة الوعي في أهمية تقبل أن يكون لديهم معاق لأننا نلاحظ أن بعض الأسر وللأسف تخبئ ذلك على جيرانها أو المجتمع القريب منها بدافع الخجل ومنهم من يسيء المعاملة للمعاق ومنهم حينما يكتشف أن لديه طفل (توحد) مثلاً لا يأخذه إلى المستشفى مما يزيد الأمر سوءاً ونحن نعرف أن التوحد يظهر فجأة ويحتاج رعاية بشكل جيد وغير ذلك من أمور تثقيفية وتوعوية ويمكن لتلك الأماكن لو كانت بالصورة الراقية تقدم بها خدمات خمس نجوم تجذب الأهالي وتتيح فرصة لقضاء أوقات ممتعة ومفيدة، كما يمكن للشركات أن تقوم بتوفير الأطراف الصناعية بإشراف ومتابعة المستشفى وكما تعلمون بأنها تكلف مبالغ باهظة يمكن أن تخفف عن المرضى بشرائها لهم أو مساعدتهم بالشراء بأسعار رمزية وكذلك يمكن توفير سيارات مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة سواء من أصحاب شركات السيارات أو من مؤسسات وأشخاص عاديين الاهتمام أيضا بتعيين ذوي الاحتياجات الخاصة في وظائف تعود عليهم بالنفع، لا كما يفعل البعض بصدهم أو اعطائهم وعودا كاذبة ويمكن كذلك تبني المواهب والطاقات واستيعاب أصحابها دون تردد وتشجيعهم بدفع مبالغ مالية لهم ... إلخ، من تلك المشاريع والاهتمامات التي يمكن أن توفرها الشركات والمؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة، فأرجو منهم الوصول إلى هؤلاء ومساعدتهم لكي ينهض المجتمع بكل فئاته واقصد بالوصول إليهم هو عدم انتظارهم بأن يأتوا إلى الشركات والمؤسسات لأنهم بحاجة لمن يبحث عنهم، فقد تمنعهم إعاقتهم عن ذلك أو عن معرفة ما لديكم. كما أتمنى من الدولة وحتى المؤسسات الخاصة تخفيض ساعات العمل على هؤلاء وعلى من يعولونهم كالزوج أو الزوجة أو الأم أو الأب، حتى يستطيعوا أن يعطوا أكبر وقت ممكن لهم خاصة الأمهات اللواتي لديهن أطفال من هذه الفئة. كل الأجر بإذن الله لمن يبادر ويساهم في سد حاجيات ذوي الاحتياجات الخاصة بكل الوسائل الممكنة ولو بكلمة واحدة. وأخيراً أقول إن المعاق الحقيقي هو معاق النفس والذي يتعامل مع تلك الفئة بتعال أو دون تقدير لما قسمه الله لكل منا في هذه الحياة.. وأسأل الله لي ولكم الصحة والعافية.