09 نوفمبر 2025

تسجيل

الاستثمار الصحيح

28 يناير 2024

يعتبر تطوير الموظفين من أهم الاستثمارات التي تعود بالإيجابية على المؤسسات والدولة، ومنذ أن يوظف الموظف من الضروري أن يعرف مساره وتدرجه الوظيفي ليكون لديه الحافز للعمل وبذل المزيد من العطاء والأهم لينمّي طموحه ويحققه على مدى خدمته للوطن، وتنوع الخبرة أثناء التدرّج تنمي شخصية الموظف وتصقل دراسته الأكاديمية، كما أن التدريب المستمر والدوري حسب التخصص الوظيفي واحتياجات العمل ينشّط الموظف ويرفع من كفاءته ويجعله أكثر ديناميكية وقدرة على الابتكار، وهذه الخطط موجودة بالتأكيد في إدارات الموارد البشرية في كل المؤسسات الحكومية والخاصة ولكن للأسف لا تُطبق بالشكل المطلوب أحياناً، فبعض الموظفين في بعض المؤسسات لا يعلمون شيئاً عن مسارهم الوظيفي وتمر عليهم سنوات طويلة دون تدريب أو تأهيل ويؤدون أعمالهم بالبركة، ويكون همهم الوحيد الراتب آخر الشهر بل البعض ليس لديه طموح ولا يفكر في أبعد من درج مكتبه، وعدم اهتمام المؤسسة بالموظف وتحفيزه السبب الأول للسلبية التي تتلبسه وبالتالي فلا تتوقع الإدارة منه العطاء المميز إذا كانت لم تعامله منذ البداية كموظف مميز، فكلما اهتمت الإدارة بموظفيها ووفرت لهم بيئة عملية صحية ومناسبة للعمل أعطى الموظف اكثر وشعر بالانتماء. من السلبيات التي يلاحظها الكثير في بعض المؤسسات احتكار الوظائف وهذا ما يقتل الأمل عند الموظفين، فعندما يشغل أحدهم منصباً قيادياً لسنوات طويلة يفقدون الرغبة في العطاء خاصة إذا كان ذلك المسؤول لا يسعى إلى تأهيل الموظفين في إدارته أو قسمه لتولي ذلك المنصب، وهذه مشكلة تعاني منها كثير من المؤسسات والتي ترهل عطاؤها بسبب ذلك واتسمت أفكارها بالنمطية والتقليدية لعدم التجديد، وهذا حله بالتأكيد في ضخ الدماء الجديدة وعدم احتكار الوظائف بل على العكس تحديد مدة بقاء الموظف في ذلك المنصب ليستفيد غيره من الخبرة ولتنوع الأفكار وتعطى الفرصة للجميع. اما الجانب الأهم مما ورد فهو تأهيل أصحاب المناصب من الصف الثاني التأهيل الذي يجعلهم قادرين على الإدارة الصحيحة والعمل بمنطقية ومهنية بعيداً عن استغلال المنصب والتباهي بأفخم المكاتب في حين أن الأفكار صماء والعطاء بارد مما يتسبب في تراجع المؤسسة وفشل الموظف وربما هدم مستقبله المهني وهنا تتحمل المؤسسة وصاحب القرار المسؤولية لأنهم اختاروا الشخص غير المناسب في المكان المناسب كما أن الإدارات والأقسام والموظفين ليسوا حقل تجارب لكي يتم توظيف موظف لا يمتلك الرؤية ولا الخطط ولا الشهادة فيظل يجرب طرقا للإدارة والتخطيط والتي يستعين فيها بأصدقاء المجلس الذين لا خبرة لهم أيضاً فتكثر القرارات المتخبطة.