17 نوفمبر 2025

تسجيل

إلى أين...نسير؟!

28 يناير 2024

سؤال يراودنا مع تسارع خطى الأيام،، منحنا الله العقل للتفكر والتدبر والتأمل إلا أن أمور حياتنا تفتقد الاستقرار والتوازن والسير في الاتجاه الذي نأمله، ليس من باب الشؤم ولكنه محاكاة الواقع الذي نعيشه ونتعايش معه، هناك أقدار ربانية لا نملك وقف خط سيرها وتغييرها، فهي مقدرة للإنسان مع أول صرخة حين يخرج من رحم أمه، كما في قوله تعالى: ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بالبصر)،، هناك أمور نستنكرها لكننا مع الأسف نسير في خطاها بلا هوادة ولا تقييم ولا توقف،، العالم بشرقه وغربه وشماله وجنوبه كما يقال أصبح قرية صغيرة نعيش وسطها بالبعد الجغرافي، بفضل التكنولوجيا والعالم الافتراضي الذي يلازمنا واستهوى عقولنا، سلب أوقاتنا، وشغل فكرنا، وقض مضاجعنا، وأعمى أبصارنا، واحتوى حياتنا الأسرية ويزداد احتواؤه في أيدينا، أصبحنا صما وبكما وعميا حين نلتقي، لا ندرك ما يدور حولنا من زلات وفتن ومفاسد وكذب ننشرها بجهالة ونقرأها بلا وعي، تزداد ونزداد جهلا بما يدور حولنا ويخطط من أجل إبادتنا فكريا واجتماعيا وأخلاقيا،،، تحتوينا الأيام بسرعتها الزمنية لا نستطيع اللحاق بها تتسارع معها أعمارنا وتزداد الأوبئة والأمراض وتكثر الفتن والحروب والصراعات الأسرية والمجتمعية المادية، وتكثر المفاسد والمنكرات. لا تجد من يستنكرها ويطفئ نارها،، لذلك تتسع رقعتها، نرى ونسمع لكننا لا نتكلم ولا نستطيع التغيير إلا بتغيير أنفسنا، لا نملك عصا موسى ازاءها، لنغير بما يتفق ومبادئنا وديننا وأخلاقنا، كم هو مؤلم أن نرى غزة تحترق، ويباد شعبها بلا ذنب، صراخ الأطفال وآهات الأمهات، ودموع الشيوخ، نتباكى تحترق قلوبنا وتتسارع الأيام، وتتسع الإبادة الجماعية ويرتفع مؤشر الشهداء،، ويزداد ألمنا حين نرى أمتنا العربية والإسلامية في موقف المتفرج، لتصبح غزة في أجندتهم مجرد مسرحية للمشاهدة بلا نتائج في وقف العدوان الصهيوني لارتباط معظم أنظمتها الحاكمة بالقوى المهيمنة وخاصة الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل،، وتزداد العلاقات،، ونقلب صفحات التواصل الاجتماعي لنطلع على آخر سيناريوهات قرار العدل الدولية حول دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، ومن المتوقع أن تستغرق عملية النظر في أساس القضية لسنوات عديدة، وتسير الأيام وإسرائيل تسير في همجيتها ورعونتها في الإبادة الجماعية لتحقيق خططها وأهدافها في القضاء على حماس، ومجتمعاتنا العربية والإسلامية تتسارع بخطواتها في التسابق والتنافس نحو تحويل أراضيها إلى ساحات للطرب والغناء والرياضة والمهرجانات تحت غطاء السياحة لتمتزج مع مشاعر الألم من الجوع والمرض والتهجير والجهل والبرد التي تعاني منها معظم شعوب العالم الإسلامي والعربي غزة اليوم نموذج … فإلى أين المسير، وأصواتنا مهما علت بالاستنكار يتردد صداها في دائرة مفرغة ومغلقة تحوطها المصالح السياسية والمادية والقوانين العقابية،، لنبقى كما قال المتنبي: أغاية الدين أن تحفوا شواربكم.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ؟ هكذا أصبحنا فإلى أين المسير؟!!!