07 نوفمبر 2025
تسجيليواصل الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد قراءته النقدية للأعمال المشاركة بمهرجان المسرح الكويتي في حلقته الثالثة والأخيرة، والتي يبدأها بتقييم عمل "بلاد أزل – فرقة المسرح الشعبي". لكل مخرج رؤيته في اختيار النص الذي يتناوله وقد يكون الإشكالية عندما يتناول مخرج متميز ومتمرس طرح أفكاره. هنا يكون مكبلاً بما يطرحه من آراء، أفكار، شخوص. لأن كل مفردة عزيزة عليه. من هنا أشفقت على المخرج الفنان نصار النصار. وهو مخرج صاحب تجارب ناجحة وحاصد للعديد من الجوائز. فهو في كل عمل مسرحي يطرح ذاته عبر اشتغالاته وفي الخليج هناك العديد من النماذج التي تبعتد عن المألوف ونصار النصار واحد منهم. عادة المتلقى العربي يبحث عن المألوف. والبعض يذهب إلى المهرجانات ويشاهد العروض من أجل اصطياد الهنات. المسرح لعبة الممثل وهذا أمر مؤكد ومفروغ منه والممثل أيضاً أداء في يد المخرج.. فهل نجح نصار النصار عبر كوكبة من الهواة في إيصال الرسالة؟ الفكرة بسيطة وسبق أن تم طرحها في عشرات الأعمال... حول ( كرسي الحكم) ذلك أن للكرسي سلطاته وكم كان المؤلف ؟ المخرج صادقاً وهو يعترف بأن جذور (أزل بن أركان) مرتبط بوشائج مع مشهد في مسرحية الكاتب الأمريكي يوجين أوينل (الإمبراطور جونز) أن ما يهم المتلقى أن المخرج قد وضعنا ضمن قالبنا الشرقي. وارتكز على الجو الشرقي. خاصة وأن الصعود على أكتاف الآخرين لعبة وإن كانت أممية ومنذ أقدم العصور إلا أنها شرقية الملامح بامتياز. لا يهم عن طريق الدسائس أو الثورات أو الانقلابات. لأن الهدف والغاية أمر واضح وجلي والغاية تبرر الوسيلة كما آمن بها كل من قرأ كتاب الأمير لميكا فيللي.أجمل مافي العرض اللجوء إلى الإطار الطقسي والموسيقى والمؤثرات المرتبطة بالواقع الشعبي.والسؤال الذي ألح على تفكيري لماذا الحبال.. ما المبرر الدرامي أو المنطقي لها. هل لها غايات لا نعرفها هل سيقوم المخرج مثلاً بتحويلها إلى مشانق!! كما أن الإضاءة قد أربكت العرض ولكن في المهرجانات لابد وأن نضع في الاعتبار عدة أمور متى يستلم المخرج الخشبة ومتى يرسم الحركة. حركة الممثل والإضاءة ومهما قيل. سيكون وسيظل الفنان المخرج نصار النصار واحد من أهم الأسماء الشابة صاحب التجارب المتميزة والناجحة في المسرح الخليجي. 3- الجندول – فرقة مسرح الشباب.بداية أطرح على نفسي تساؤلاً .. أي شباب؟ ولأي جهة يتبع هؤلاء الشباب؟ وبماذا استعان المعد؟ المقتبس، أو المؤلف الثاني أو المخرج من مسرحية (القرعة) من المؤلفين الأصليين "بيير فيراري وروبير بيك" نحن لسنا ضد أي عمل مسرحي. لأنها اجتهادات ويكفيهم شرف المحاولة. والنجاح والفشل أمر نسبي ولكن هذا العمل بما حوى من مفردات كان مثار انتقاد كل المشاهدين. خاصة وأن النسبة العظمى من الحضور من المرتبطين بالمسرح فهل هذه المفردات تناسب الذوق العام. ولسنا في مسرح تجاري تطرح النماذج الشاذة مثلاً. بل إن العرض مرتبط بكيان شبابي. فهل هذه الألفاظ مناسبة في مهرجان يضم أنماطاً مختلفة وضيوفاً يملكون تجارب ثرية في مشوارهم المسرحي؟ ومع أن الفكرة قد تكون ملائمة لبيئة ما. ولكن هل هذا الطرح ملائم عبر الصورة السخيفة في أن يأكل الإنسان لحم أخيه حتى وإن حاول المخرج أن يحمله ببعض الرموز الهشة. ناهيك عن الموقف الكوميدي الساذج مثل توزيع أكياس البوب كورن ونظارات(3D)فهل كان العرض عرضاً سينمائياً. ثم السخرية من الجمهور عندما صرخ أحد ممثلي العرض وهو يقول "هيه ضحكنا عليكم!!" هذا العمل حمل كما من التهريج والمواقف الساذجة مع أن الموضوع قد شد في بداية المتلقى. لأنه موضوع إنساني حول ضياع ثلاث شباب في عرض البحر نتيجة عاصفة هوجاء ولكن فيما بعد انجرف الجميع خلف التهريج والألفاظ الخادشة للحياء.والسؤال الأخير: هل هؤلاء الشباب ينتمون إلى القطاع الأهم وأعني المسرح الشبابي؟وبعد..فإن سقطة واحدة لا تلغي نجاح العديد من العروض المتميزة والمخرج مع ذلك قد شدد على نجاح تجربته. وقديماً قيل "كل شيخ وله طريقة" فقد يكون طريقة العمل أن يسلك هذا الدرب.