15 نوفمبر 2025
تسجيلمطلوب مضاعفة الجهود والتعامل مع الإعلام بعدم التضخيم عند الأزمات ولا نستعجل النتائجلنا عبرة بالقرار السابق لمعالي رئيس مجلس الوزراء عندما تعامل مع أزمة الأمطار عام 2015 نزلت بالأمس أمطار الخير والبركة على أرض الخير أرض قطر.. وكلنا استبشر بذلك الخير بسبب استجابة رب العالمين لأهل قطر عندما صلوا صلاة الاستسقاء قبل أيام من هطول أمطار الأمس.. وشعورنا جميعا كان بالامس لا يوصف.. والحمد لله اولا واخيرا.. هذا اولا.. وثانيا ينبغي لنا ان نعلم بأن هطول هذه الامطار بغزارة لابد وان يتسبب في حدوث بعض الخسائر في الممتلكات وتضر بالبنية التحتية احيانا لأن ذلك من الامور المتوقعة في كل مجتمعات العالم اجمع والامر لا يقتصر علينا فقط دون غيرنا.وإذا عدنا بالذاكرة في الفترة الماضية عندما هطلت على قطر بعض الامطار الغزيرة التي لم تكن متوقعة.. فأضرارها من الطبيعي ان تكون متوقعة.. لكن الذي لم يعجبنا وقت هطول تلك الامطار ان وسائل الاعلام بأنواعها المختلفة كانت سلبية اكثر من اي فترة مضت.حيث لوحظ ان تركيزها كان على السلبيات وتم تضخيمها عبر الصحف اليومية ووسائل التواصل الاجتماعي.. ولم تكن منصفة للغاية في اطلاق عباراتها الرنانة و"مانشيتاتها" الصحفية المثيرة التي لم يقصد بها المصلحة العامة بقدر ما كانت تهدف للاثارة داخل المجتمع بل وتعداه إلى الخارج حيث اساءت وسائل الإعلام المحلية بقصد او بدون قصد إلى سمعتنا الاقليمية والدولية دون دراية بالامر.. خاصة ان هناك في الخارج ممن يتصيد لنا في الماء العكر بهدف تشويه سمعتنا بكافة الطرق والوسائل.ومن الطبيعي ان تكون هذه الامطار تتسبب في حدوث الكثير من الاضرار.. ولنا عبرة بما حدث ويحدث في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية خلال السنوات الماضية.. عندما اجتاحت الامطار والسيول والفيضانات تلك الدول بلا رحمة، فأتت على الاخضر واليابس وخلفت الكثير من الاضرار في الممتلكات وكذلك في الارواح.. وهو منظر يكاد يتكرر في كل عام عندهم.. وهذه الدول لا تستطيع منع حدوث الكوارث.. ولكنها تتعامل معها بكل ما تمتلك من وسائل لمواجهتها قدر الامكان.وفي مثل هذه الحالات التي تتسبب فيها هطول الامطار، نتمنى من وزارة التعليم والتعليم العالي ان تكون اكثر حرصا على سلامة طلاب وطالبات المدارس من خلال خلو المدارس من مياه الامطار مع منح الطلبة اجازة رسمية إذا كانت احوال تلك المدارس لا تسر، حفظا للارواح والعناية بهم، لكي لا يتعرضوا لأية اضرار خلال ايام الامطار الغزيرة، وهو ما يتطلب من المدارس على اقل تقدير اختصار وقت الدوام الرسمي وإعادة الطلبة مبكرا إلى منازلهم تحاشيا لأي خسائر.وكلنا يتذكر القرار التاريخي لمعالي رئيس الوزراء ووزير الداخلية في دولة قطر عندما قرر الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في سنة 2015 م إحالة خمس شركات مقاولات نفذت مشاريع كبرى في قطر إلى التحقيق، بعد أن كشفت الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، صباح الخميس (26/ 11/ 2015)، عيوبا كبيرة في هذه المشاريع.وحينها قال مكتب الاتصال الحكومي في بيان: "تقرر إحالة خمس شركات حتى الآن إلى التحقيق، وسوف تتم محاسبة الجهات المسؤولة عن التقصير أو الإهمال سواء أكانت حكومية أو خاصة".وجاء ذلك بعد ان تعرضت بعض المناطق والمحلات والمؤسسات لهطول أمطار تسببت في حدوث فيضانات في الطرق وعرقلة لحركة السير وإقفال مدارس ومؤسسات عدة.حيث تركزت تلك الأمطار التي قالت هيئة الأرصاد الجوية القطرية إنها بلغت 66 مليمترا، قرب مطار حمد الدولي، من دون أن تؤثر على حركة الملاحة الجوية.من هنا:فمن النقاط المهمة التي يجب ان نتذكرها في هذا المقام:هو التذكير بأهمية ان تلعب وسائل الاعلام القطرية دورها الصحيح والمطلوب في التعامل مع هطول الامطار بغزارة من خلال التخفيف من وسائل الاثارة وعدم التضخيم للخسائر والاضرار لأن الدولة تقوم بواجبها السليم والمطلوب في التعامل مع الامطار، وهذا بالطبع لا يعني عدم وجود بعض الثغرات بل هناك بعض الاخطاء التي تأخذ طريقها نحو المعالجة والقضاء عليها وهي في مهدها.في الختام:نؤكد على اهمية عدم استعجال النتائج في التحقيقات، بسبب ما حدث في البنية التحتية يوم امس، لأن الاسباب قد تكون واضحة ولكننا يجب ان نكون مرنين في التعامل مع مثل هذه الازمات التي تتكرر في كل عام، وهي تحدث عندنا وتكاد تحدث في كل دول الخليج المجاورة والعالم اجمع.. فنحن لا نختلف عن غيرنا.كلمة أخيرة:في كل جامعات العالم يوجد تخصص "إعلام الأزمات" الذي يدرس من اجل معرفة كيفية التعامل مع الازمات ودور الاعلام في تسيير تلك الازمات والكوارث البيئية والمجتمعية، فلنهتم به كعلم وتخصص لا غنى عنه.