08 نوفمبر 2025
تسجيللعل أحداً منا لايخفى عليه التغير العظيم الذي طرأ على حياتنا في جميع النواحي وبالأخص الآثار التي خلفتها كل تلك التغيرات على حياتنا الاجتماعية بما في ذلك العادات والمعايير والقيم التي أثرت بالكثير من الناس في وقتنا الحاضر، في حين تمسك البعض في مبادئه وقيمه وعاداته وتقاليده ربما بصعوبة، وسط هذا التيار الجارف من التغير الذي لاننكر بعض إيجابياته، ولكن لانستطيع في الوقت نفسه أن نغمض أعيننا عن سلبياته الفادحة، وعن الفجوات التي أحدثها بين الأجيال، بل وحتى في ابناء الجيل الواحد في كثير من الأحيان.إن مجتمعاتنا قد مرت عليها الأزمان وهي تتربع على عرش الدين والأصالة والشيم التي ميزتها منذ الأزل، ولكن حين أصبحت العادات في كثير الأحيان مغيبة والمبادئ الإسلامية العميقة مهمشة، وتوارت الأصالة أمام الحداثة المهجنة، وتعبت القيم السامية من صراعها مع التيارات السطحية الدخيلة، بدأت تبهت صورنا، وتصبح بلا لون أو برواز، وأصبحنا محتارين بالمسميات التي اعتدنا أن نطلقها على هذا البرواز أو ذاك، كل هذا ونحن لا نشعر، أو ربما ونحن مذبذبين بين هذا وذاك، بين ماض عشناه بحلاوة بساطته ونقائه وطيبة أبطاله، وبين حاضر يلمع بريقه أمام عيوننا فيسلبها وضوح الصورة، ويبقي بريقه هناك.إن الناظر لصور المتغيرات في كثير من شبابنا والعادات الدخيلة عليهم، وماحل بالكثير من رجالنا ونسائنا، وكيف ظن الكثير منهم أن الحداثة هي نزع ثوب الدين والعادات الأصيلة، والانصهار الكامل بكل ماهو جديد وماهو يحاكي الغرب بثقافتهم الفنية ولباسهم ولغتهم وانحلالهم وتفككهم وغير ذلك من السلبيات التي عانت منها حتى مجتمعاتهم بعد أن كثرت فيها معدلات الجرائم وحالات الانتحار والأمراض النفسية التي تفتك بشريحة كبيرة جدا منهم.أليس ما آل إليه الغرب من تلك المدمرات كفيل بأن يجعلنا نقف مع أنفسنا ونرى أن الحل هو الإسلام ومبادئنا القويمة وعاداتنا الراقية، مع التقدم بحياتنا نحو الجديد في العلم والثقافة والصناعة وكل ما يخدم مجتمعاتنا ولكن دون أن نفقد هويتنا.