15 نوفمبر 2025

تسجيل

مرحلةٌ تَتَخَطى إستراتيجيةَ الطوارئ

27 نوفمبر 2013

ليس شرطاً أن يكونَ قَـطْـعُ مرحلةٍ من الدَّرْبِ دلالةً على استعدادِنا للسيرِ في نفسِ الدربِ بنفسِ القوةِ. وهذا ما ينبغي الالتفاتُ إليه في وصول منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي ستشهدها أستراليا في يناير 2015م. ومن هنا، يجب الانطلاق نحو الإعداد السليم لمنتخبنا الوطني خلال سنةٍ تفصلنا عن البطولةِ.مرَّت المرحلةُ العصيبةُ الأولى التي قاد فيها مدربُنا الوطنيُّ، فهد ثاني، المنتخبَ، ووقف الجميعُ يؤازرونه ويُعلنون ثقتَـهُم فيه وعدم مطالبته بإنجازٍ فوريٍّ كبيرٍ في فترةٍ قصيرةٍ زمنياً. إلا أنَّ الجميع، اليوم، يقفون داعمين لاستمراره كمدربٍ لكنهم سيُحَـمِّلونَـه المسؤولية عن خياراته وانعكاساتها على أداء المنتخب خلال البطولة.لنتحدث بوضوح أكثر ونقول إنَّ منتخبنا تأهَّلَ بسبب ضعفِ مجموعته فنياً، وهو أمرٌ يشيرُ إلى وجوب السعي لاحتكاكه بفرقٍ قويةٍ في مباريات وديةٍ خلال السنة القادمة. فليس من المعقول أن يلعبَ مع فرقٍ ضعيفةٍ جداً في الجانب الفني، وفقيرةٍ باللاعبين الأكفاء، وتعاني ضعفاً في التمويل والدعم، ثم نشعر بالاطمئنان لمستواه إذا فاز عليها. ولا أجد سبباً يمنعُ استضافةَ فرقٍ عالميةٍ قويةٍ كروياً، أو اللعبِ معها على أرضها. ولا أرى صعوبةً تحول دون تنظيم مباريات معها، فالدولة تُقَـدِّمُ لاتحادِ القدم الدعمَ الماديَّ الكافي، وتُسخِّـرُ لمخططاته المرحليةِ أجهزتَها السياسيةَ والأمنيةَ والخَدَميةَ لتيسير الإجراءات داخلياً وخارجياً.لا نشك للحظةٍ أنّ مدربَنا الوطنيَّ أدرك من خلال المبارياتِ الـمُـؤَهِّلةِ للنهائيات مدى افتقار المنتخب للاعبين بدلاء ذوي مستوى فنيٍّ عالٍ في جميع مراكز اللعب، وهذا يستدعي الاهتمام الشديد باستقطاب لاعبين جدد من خلال متابعة بطولاتنا المحلية.وهناك نقطةٌ قَـلَّـما نلتفتُ إليها تتمثل في إستراتيجية الإعداد للبطولات دون الاهتمام بتكوين قاعدة صلبةٍ للُّـعبةِ، فننشغل بإعداد المنتخب لبطولة أستراليا 2015م وعيوننا تتطلع إلى كأس العالم في روسيا 2018 م، وهكذا. والغريب في الأمر أنَّ الجميع يطالبون المنتخبَ بتحقيق نتائج في هذه البطولات القارية والدولية وتصفياتها، ويغفلون عن عدم إحرازه لبطولات أصغر وذات طابعٍ إقليميٍّ ضيِّقٍ ككأس الخليج.لابد من إستراتيجية ذات أهدافٍ قريبةٍ وبعيدة يتم الوصول إليها على مراحل، يقوم اتحاد القدم بإعدادها والتخلص من إستراتيجية الطوارئ التي تعتمد على البطولة التي نسعى للعبِ فيها.كلمة أخيرة:إعداد المنتخب ليس مسؤولية الاتحاد والمدرب فحسب، وإنما هو مسؤوليةٌ وطنيةٌ تقع على عاتق الجميع ويتحمَّلُ الإعلامُ الجزءَ الأكبر منها.