11 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في يوم من الأيام، قرر جميع أهل القرية أن يصلوا صلاة الاستسقاء، فتجمعوا للصلاة، لكن أحدهم كان يحمل معه مظلة، ذلك هو "اليقين". يمكن تعريف اليقين بأنّه مجموعة القناعات الثابتة والأبدية بوجود الشيء أو تأثيره أو ما ينتج عنه من نتائج قبل حلولها، فعندما نرى جسمًا يسقط من السماء سقوطًا حرًا نكون على يقين بأنّه سيرتطم في الأرض ويتناثر إلى أجزاء محدثًا صوتًا وضجيجًا وغبارًا متناثرًا، وحينما نجد سمكة قد أخرجناها من الماء للتو فنكون على يقين بأنّها في النهاية ستهدأ حركتها وتموت ما لم نرجعها إلى الماء. قال تعالى "كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين"، وقال تعالى: "وإنه لحق اليقين" إذا ماهي درجات اليقين، وماهي مراتبها؟ فاليقين ينقسم إلى ثلاث درجات، أولها "علم اليقين" ويليه "عين اليقين" وآخرها وأرفعها رتبة "حق اليقين" فعلم اليقين العلم بالشيء، كالعلم بوجود الكعبة، وعين اليقين أن تراها، وحق اليقين، أن تدخل الكعبة، والخلاصة: علم اليقين يحصل بالبرهان، وعين اليقين بالكشف، وحق اليقين بالاتصال، فاليقين إقرار العقل والقلب والروح والضمير بوجود وحقيقة هذا الشيء، دون شرط لاجتماع جميع الحواس لتأكيد وجود وحقيقة هذا الشيء، فاليقين بوجود الله مثلًا، لا يلزم للمتيقـنين بوجوده أن يروا الله أو يسمعوه أو يلمسوه، ويأتي اليقين بوجوده عبر إسقاط الحواس على آثار وجوده في الوجود. الشك أول مراتب اليقين، والشك هو التردد والحيرة أو التعجب وتعليق الحكم، وعند البعض، الشك تأرجح العقل بين أمرين لا يمكن إثبات أحدهما بدليل، والشك وسيلة لتحرير الفكر من الجمود والانغلاق والتحجر والتقليد، وهو أول طريق المعرفة والبحث عن الجادة، لذا يصيب البعض مرض الشك نتيجة المتناقضات الموجودة في زمانه، بسبب التقليد الأعمى للاعتقادات والقيم الموروثة، فالشكوك هي الموصلة للحقائق، فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، وهنا يأتي دور العقل في التمييز بين الحقائق بعد وجود الشك، هل هذا تمر أم جمر؟ وهل هذا خير أم شر؟