06 نوفمبر 2025

تسجيل

الاستنفار الأمني في لبنان... كيف ولماذا؟!

27 يونيو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما يُجمع عليه اللبنانيون هو أن الوضع الأمني وصل خلال الأيام الماضية إلى مستويات أعادت إلى ذاكرتهم الأوضاع التي سادت في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عام 2005. فخطر التفجيرات بات يتربص باللبنانيين في كل شارع وزاوية وحي، رغم أن الانطباع الذي كان سائداً هو أن خطر السيارات المفخخة يستهدف فقط مناطق نفوذ حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة البقاع، لكن الانفجار الذي وقع قبل يومين في إحدى أكثر مناطق العاصمة بيروت رفاهية ورخاء، جعل جميع اللبنانيين يشعرون بأنهم هدف مشروع للإرهابيين. اللبنانيون اعتادوا على الأوضاع الأمنية الصعبة، والسيارات المفخخة ليست جديدة عليهم، الجديد هو أنها المرة الأولى التي يجهلون الأسباب والدوافع والخلفيات التي تقف خلف الأخطار التي تحيق بهم. هذا الغموض جعلهم فريسة رعب متواصل تغذيه وسائل الإعلام بتسريباتها ومعلوماتها المتناقضة، وأيضاً وسائل التواصل الاجتماعي بالأخبار الكاذبة والإشاعات التي يتداولها مستخدموه. هذا الواقع، دفع اللبنانيين لتجاهل تصريحات المسؤولين في الدولة التي تسعى جاهدة لطمأنتهم وطمأنة السياح العرب، ومحاولة إقناعهم أن التفجيرات التي تحصل عابرة وخارج السياق العام، وأن الأمن ممسكوك، وأن الوضع ليس بالخطورة التي يتم تصويرها. ما يزيد من الخوف والقلق سؤال كبير، مازال اللبنانيون يبحثون عن إجابه له: ما الذي استجد حتى عادت التفجيرات من جديد؟ فطوال الشهرين الماضيين نَعِم اللبنانيون باستقرار وهدوء، أقنعهم حزب الله أنه نتيجة تدخله في الأزمة السورية، ومساهمته في إسقاط المناطق السورية المتاخمة للحدود مع لبنان، مما أقفل الطرق أمام السيارات المفخخة التي كانت تدخل منها. يعود السؤال: طالما أن الحدود البرية مع سوريا تمت السيطرة عليها من جانب النظام السوري وحزب الله، من أين تأتي إذاً السيارات المفخخة مع استحالة إعدادها داخل الأراضي اللبنانية؟ الرواية التي يسمعها اللبنانيون هي أن من ينفذ التفجيرات الأخيرة هم خلايا كانت نائمة، سؤال جديد: أين كانت أعين الأجهزة الأمنية وحزب الله حين كانت هذه الخلايا نائمة، ولماذا لم تقم باعتقالها وضبطها قبل استيقاظها. ولماذا استيقظت اليوم ولماذا؟! ولماذا نجاح الأجهزة الأمنية يكون بضبط الانتحاريين قبيل تنفيذ جرائمهم، وليس خلال التحضيرات لها؟!.ٍبعد إعلان حزب الله عن مشاركته في القتال في سوريا، كانت ردة الفعل المنطقية والتلقائية من المعارضة السورية السعي للإضرار بالحزب على أرضه، فشهدنا سلسلة تفجيرات في الضاحية الجنوبية والبقاع. لكن اليوم، لماذا عادت هذه التفجيرات بعدما توقفت قرابة شهرين. فالوقائع الميدانية تشير إلى أن ميزان القوى في سوريا لم تسترجعه المعارضة لمصلحتها. كما أن الأجهزة الأمنية اللبنانية أعلنت أنها نجحت في القبض على أشخاص قالت إنهم «العقول المدبرة» للتفجيرات التي شهدها لبنان خلال الأشهر الماضية، وتم تصوير الأمر وكأن شبح التفجيرات ذهب ولن يعود. ما الذي يجري إذاً، وكيف يتمكن «الإرهابيون» من تجهيز سيارة، وتفخيخها، والتجوّل بها، ثم قبل لحظات من تفجيرها.. يحصل خطأ «ساذج» من الانتحاري فيسارع إلى تفجير نفسه قبل وصوله إلى الهدف، أو حين يشعر باقتراب الأجهزة الأمنية منه كما حصل في التفجير الأخير. أليست رواية بوليسية ساذجة؟الرعب الأمني الذي يعيشه اللبنانيون مؤخراً بدأت بوادره برواية نشرتها وسائل الإعلام، مفادها أن الإرهابيين يخططون لاستهداف شخصيات سياسية وأمنية، في محاولة منهم لقلب المشهد الداخلي اللبناني، ليكون استكمالاً للمشهد العراقي. أبرز الأسماء التي تم تداولها كهدف للإرهابيين هما رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم. لكن السؤال الذي يستكمل الأسئلة التي سبقته هو: لماذا قد يسعى «الإرهابيون» الذين يناصبون حزب الله العداء ويقارعونه في سوريا، ويسعون للإضرار به وإيذائه، لماذا يسعون لاستهداف شخصيات التخلص منها قدلا يضر الحزب، بل ربما يفيده؟. فمن المعلوم أن الرئيس بري رغم حلفه الظاهر مع حزب الله، إلا أنه يشكل شوكة في خاصرة الأخير، بعدما عجز الحزب عن تجاوزه أو محاولة إلغائه، وهما يتقاسمان مكاسب الطائفة الشيعية. فلماذا قد تسعى الجماعات الإرهابية لتقديم هدية لحزب الله باستهداف الشخصية التي تعترض طريقه، أو على الأقل تشاطره مناطق نفوذه؟!.أما بالنسبة لاستهداف اللواء عباس إبراهيم، هنا تكبر علامات التساؤل والتعجب وتتضخم. فاللواء إبراهيم ربما يكون المسؤول اللبناني الوحيد الذي يحتفظ بشبكة علاقات مع كافة الأطراف على اختلاف توجّهاتهم. ولعلّه ينفرد عن الجميع بعلاقة مع من يطلقون عليهم «إرهابيين»، نجح بنسجها خلال مساعيه لإنجاح صفقتيْ تبادل اللبنانيين التسعة والراهبات المختطفات. وهو أيضاً نسج علاقة طيبة مع الدول التي يتهمها البعض بدعم «الإرهابيين». فما هي مصلحة «الإرهابيين» من استهداف الشخصية الوحيدة التي يحتفظون بعلاقة معها؟!.علامات تساؤل وتعجب كثيرة، عسى أن تحمل الأيام القادمة إجابات عليها.