12 نوفمبر 2025
تسجيلالوفد السوداني للمفاوضات مع وفد حكومة جنوب السودان سوف يغادر بالخميس لأديس أبابا لمواصلة التفاوض حسب قرارات مجلس الأمن والسلم الإفريقي ومجلس الأمن الدولي.. والتي تقضي بالتوصل إلى حلول للمسائل العالقة والمشكلات التي تحكم العلاقة بين الدولتين خلال ثلاثة أشهر انقضى منها شهر ويزيد.. وما زالت المفاوضات في المربع الأول.. وربما في النقطة قبل الأولى.. وذلك بحسب الأجندة التي يظهر بها وفد الجنوب في كل جولة..وهي أجندة معلومة لدى القاصي والداني إلا أمريكا وحلفائها الذين يريدون محاكمة السودان بالحق وبالباطل.. ففي الجولة الماضية ورغم اتفاق الوفدين على أجندة محددة جلسا بموجبها معاً للتحاور إلا أن وفد الجنوب جاء بأمور لا تمت لأصل المشكلة ولا أدبياتها بصلة مثل طلب رفع حالة الطوارئ عند الحدود الجنوبية لجمهورية السودان وتقديم خارطة جديدة لا علاقة لها بالخارطة الأصلية.. إلى غير ذلك من الإنصرافات التي يقصد بها إخراجنا من أطوارنا واستفزازنا. نحن استراتيجتنا المعتمدة السلام.. ونبني على ذلك كل خططنا وبرامجنا ولكن إذا فرضت علينا الحرب فسنخوضها وسنهزم الأعداء شر هزيمة..وعليهم أن يدركوا ذلك.. وفي هذا لا نخشى إلا الله الخالق.. ولذا فإن الأمر يحتاج إلى المزيد من الصبر والصلاة لكي نحتمل أذى التمرد وأذى التآمر وأذى الاستهداف الصهيوني.. فقد حاربنا لأكثر من ستين عاماً لأجل وحدة التراب السوداني.. وعلى استعداد لستين عام أخرى لأجل الوحدة والكرامة.. ودرء الاستهداف والتآمر.. وبناء على هذه القاعدة الصلبة ينبغي أن تكون استراتيجيتنا نحو المفاوضات مع المعاملة بالمثل في حالات خروج وفد الجنوب عن الاختصاص وبؤرة الموضوع ولبه. التعبئة والاستنفار مستمران تعبئة الشباب والشيب والمرأة دفاعاً عن الأرض والعرض.. أرضنا المغتصبة نطرد الأنجاس من عليها ونحررها.. حدودنا القانونية نحافظ عليها قدراتنا الإنتاجية والمالية والمعنوية نستنفرها ونحشدها جميعاً خلف قواتنا – المسلحة والنظامية - ومواطنينا على الحدود الصامدين القابضين على الجمر.. إجراءاتنا الإصلاحية للاقتصاد سوف تستمر ويتجاوب معها الشعب الذي يدرك تماماً إبعاد إغلاق أنبوب النفط من قبل حكومة الجنوب ومن يقفون وراءها في موقف تآمري واضح واستهداف لشعب السودان وحكومته.. على وفدنا أن يقرأ ما يدور حوله جيداً وأن يستعين بالأفكار والآراء التي تدور هنا من خلال المناقشات وقضيتنا واضحة جداً.. الحدود معلومة دولياً وإقليميا ولا تراجع قيد أنملة عن أرضنا وحدودنا.. بل إن بوسع وفدنا أن يطلب ضم كل أرض الجنوب إلى السودان باعتبار ما قبل اعترافنا بدولة الجنوب بحدود المعلومة منذ العام 1956 إذا كانت الأمور تجري برسم خارطة اليوم والإدعاء بأن مناطق بعينها تابعة للجنوب.. وما أسهل الإدعاء إذا تعاملنا معهم بالمثل.. ولكن هؤلاء القلة الذين يتحكمون على رقاب أهل الجنوب قلة غير مسؤولة وغير معنية بمصالح أبناء الجنوب.. ولذا فإننا نريد أن نعالج قضية المفاوضات بنفس بارد. وبال طويل.