11 نوفمبر 2025

تسجيل

ارفعوا يدكم عن اليمن

27 مايو 2019

في كل مرة يكون هناك نفي من الرياض وأبوظبي، يفاجئ الحوثيون العالم بصور ومشاهد حية تثبت أن الطائرات الحوثية باتت قادرة تماما على الوصول إلى العمقين السعودي والإماراتي وهتك حرمة أراضيهما، دون أن تجرؤ بعدها أي من هاتين الدولتين على الإنكار أو الرفض أو حتى رد شجاع يستهدف معاقل الحوثيين الفعلية، ولكن كل ما نراه هو أن التحالف السعودي الإماراتي لا يجد رداً يترجم غضبه من انتهاك كرامة أرضه سوى في قتل الأبرياء وارتكاب مجازر في نهار رمضان يخلِّف الكثير من القتلى والجرحى وسط صمت عالمي مشين أمام هذه الجرائم التي تستمر الرياض وأبوظبي في ارتكابها؛ وكأنهما تمارسان لعبة أو مغامرة رقمية من ألعاب (البلايستيشن)، وليس بلدا دمرتا أرضه وقتلتا شعبه ودعتاه للهجرة ودفعتاه لبراثن الموت والجوع والمرض والأزمات الإنسانية المتوالية التي تكاد تكون أعظم الأزمات العالمية في عصرنا الحديث. والعجيب الغريب أن أبوظبي والرياض باتتا أهدافا سهلة أمام الهجمات الحوثية التي لاتزال واقعيا تمتلك حفنة أسلحة متواضعة مقارنة بما تمتلكه قوات التحالف ولكن علينا أن نعترف أن الحوثيين فعلا أهدروا كرامة الأراضي السعودية والإماراتية التي باتت مضادات الطائرات فيها نشطة على مدار أربع وعشرين ساعة لرصد أي تحركات من الأراضي اليمنية نحوها، فهل كانت عاصفة الحزم تشير إلى هذه الدفاعات الحوثية التي وصلت في يوم من الأيام إلى مطارات وقصور وشركات نفط، أم أن هذه العاصفة التي أسميها شخصيا بعاصفة (الهياط) السعودية لم تكن تتوقع أن هذه (العصابة) تحولت في يوم وليلة إلى قوات تمتلك قدرات عسكرية فاقت توقعاتها وتحولت مهمة العاصفة التي قال عنها (المجرم) عسيري يوما إنها حققت أهدافها بنسبة 85% في أول خمسة عشرة دقيقة من انطلاقها، وهاهي تدخل عامها الرابع دون أن تحقق حتى 10% وهو دحر الحوثي وتحرير صنعاء العاصمة الرئيسية لليمن التي باتت بين نيران الحوثيين ونيران التحالف وأهدافه الخبيثة ما بين احتلال للعاصمة الاقتصادية عدن والاستيلاء على موانئها ومراكز الثروة فيها وبين الرغبة السعودية الآثمة في بسط سيطرة قواتها على كبرى محافظات اليمن دون أن يتحقق شيء من (هياط) قادمون يا صنعاء والذي ضجت به الأفواه السعودية ولم تتعد فقاعة في هواء أو رسم على ماء، بل إن الحوثيين كثفوا من دفاعهم حتى انتهكت حرمة قصر اليمامة ومطار جازان ومواقع عسكرية في نجران، واستباح الحوثيون الحد الجنوبي من السعودية حتى وقع من عساكرهم ما بين أسير وقتيل؛ وفوق كل هذه الخسائر يصور الإعلام الحربي السعودي لشعبه انتصارات من فراغ لا يلمسه المواطن السعودي وهو يرى سماء بلاده تضيء بصواريخ يمنية تنطلق إلى مراكز محددة في بلاده ولا تملك مضادات جيشه المهزوز سوى صدها لتنجح تارة وتفشل تارات أخرى رغم النفي الدائم لتحقيق الحوثيين أيا من أهدافهم على أرضه !. اليوم باتت الحقيقة أكبر من النفي وبات الحوثيون أكثر ميلا للصدق من السعوديين والإماراتيين اللذين لا يملكان سوى النفي، ورغم أننا كنا من الذين باركوا عاصفة الحزم لخداعنا بالشعارات الواهية الوهمية التي لاحقت هذه العاصفة إلا إننا اليوم نعتذر أشد الاعتذار من يوم كنا فيه مرحبين بهذه العاصفة التي استهدفت أرواح اليمنيين ونهب أراضيهم والاستيلاء على ثرواتهم وتحميلهم عواقب الجوع الشديد والأمراض الفتاكة ولم تكن قوات قطر سوى حامية للحد الجنوبي والحمدلله ولم تدخل حربا داخل الأراضي اليمنية ولم تهتك سترا ولم تحتل أرضا ولم تهدر دما. ولذا بات اليمن اليوم في ذمة الرياض وأبوظبي اللتين تقتل قواتهما كل ما هو حي على اليمن وتحتل وتدمر وتنهب وتسرق وتحاول أن تفرض سيطرة تقابل برفض شعبي يمني وقبائلي لا يمكن أن تقبل بمحتل سعودي جاء فاتحا؛ فإذا هو المحتل الحقيقي على أرضه.. ببساطة قولوا للرياض أن تكف يدها فإن من شرع اليمنيين قطع كل يد آثمة تمتد إلى أرضهم دون وجه حق !. فاصلة أخيرة: اليمن ستظل عصية حتى وإن بدت اليوم مستسلمة.. الحقيقة التي جعلت عاصفة الحزم تمتد من أسبوعين من عمرها الافتراضي إلى أربع سنوات واقعية مرة !. [email protected]