06 نوفمبر 2025

تسجيل

إن بعضَ الظنِّ إثمٌ

27 مايو 2015

كثير منا لديه علاقات طيبة.. ومع ذلك يحدث في بعض الأحيان ان يعاملك احد اصدقائك الاعزاء، او احد المقربين إليك بطريقة تجعلك تغضب منه، وقد تقرر ان تقطع علاقتك معه. ولكن أليس هناك حل آخر في مثل تلك المواقف؟ ماذا لو غيرت من طريقة تفكيرك؟ هل ستتغير مشاعرك؟ دعنا نقرأ معاً هذا المثال: شاهدت حصة صديقتها مريم وهي تجلس داخل احد المطاعم، فأشارت اليها بيدها اليمنى لتحيتها، ثم نادت عليها، ولكن مريم ظلت تحملق في حصة، ولم ترد عليها ثم طلبت كوب عصير!! هذا الموقف يحتمل عدة تفسيرات فإذا كانت حصة في حالة مزاجية منخفضة فعندها ستقول لنفسها: "شيء مؤلم، لقد تجاهلتني مريم". وعندها ستحس بشد في عضلات جسدها، وستشعر بحزن وقلق وانزعاج، والسلوك المتوقع في هذه الحالة هو ان تقوم حصة بتجاهل صديقتها، عندما تقابلها في وقت لاحق، اما اذا كانت حصة في حالة مزاجية عالية او انها فكرت في الموقف بشكل ايجابي، فستقول لنفسها: "لا بأس، انها لم تستطع ان تراني بدون نظارتها الطبية، وربما لم تسمع صوتي، لقد كانت هناك ضوضاء شديدة داخل المطعم". عندها ستشعر أن جسدها في حالة طبيعية معتدلة، وستشعر بمشاعر طبيعية، فليس هناك ما يدعو للضيق والانزعاج، اما سلوكها المتوقع في المرات القادمة، فهو ان تحييها عند اول فرصة تقابلها فيها!! ان طريقة تفكيرنا في الموقف تؤثر على شعورنا، وكما شاهدنا في المثال السابق، ان طريقة تفكيرنا او تفسيرنا لحدث ما، يمكنها ان تؤثر بشكل كبير على نتائج الحدث، ففي المثال السابق وعندما تقابل حصة صديقتها مريم فستقوم بتجاهلها، وبالتالي ستنتج مشكلة بينهما، وقد تتصاعد لدرجة كبيرة وقد تلجآن للصمت، وكل منهما لا تعلم لماذا تصرفت معها صديقتها بهذا الاسلوب. وسنفترض أن مريم قد تجاهلت حصة بالفعل، ولكن حصة فضلت ان تصارح مريم بذلك لتعالج المشكلة، وعندها اكتشفت ان مريم كانت غاضبة منها لأنها قابلتها منذ ايام، وهي مقطبة الجبين، وعندها شرحت لها مريم انها كانت تمر بمشكلة كبيرة، ولم تقصد ان تقطب جبينها في وجهها، وبذلك تنتهي تلك المشكلة وتتوقف عن النمو والاستمرار!! انك عندما تتوقف عن القلق والانزعاج، وتبدأ في مراجعة افكارك السلبية ومدى صلاحيتها، فإنك تقدم لنفسك أفضل مساعدة، وستعثر على بدائل كثيرة للافتراضات السلبية التي تفترضها. وبذلك تحمي نفسك من مشاعر الضيق والقلق والانزعاج، وتحافظ على تصرفاتك فلا يصدر منك إلا كل خير، وتذكر قوله تعالى: "إن بعض الظن إثم" صدق الله العظيم.