04 نوفمبر 2025

تسجيل

يا سبحان من....؟

27 أبريل 2020

خلق الله الأرض والسماء والجبال والبحار والأنهار والشجر والحجر والدواب ومن مختلف المخلوقات من أجل أن يعيش عليها الجميع بما فيها الإنسان الذي جعله الأكثر تميزاً عن المخلوقات الأخرى وأكرمه بنعمة العقل وجعل سبحانه هذه الأرض مهيأة للإنسان لكي يسكن فيها ويعيش، ووضع له كل مقومات الحياة الكريمة فيها من مختلف الأرزاق تكفيه وتكفي غيرة أن يعيش بسلام، وزاد على ذلك بعث له عددا من الرسل الواحد تلو الآخر وأنزل عليهم الكتب السماوية بعد أن بدأ هذا الإنسان يحيد عن جادة الصواب لكي يبلغوه الهدف الأسمى الذي خُلق من أجله، وأن هناك خالقا عظيما هو من يُعبد في الأرض دون سواه من بشر وشجر وحيوان وحجر، وكلما أتى رسول لكي يعدل سلوك هذا الإنسان الظلوم الجهول وتحمل في سبيل ذلك المشقة الكبيرة ما يلبث هذا الإنسان أن يعود إلى سابق عهده ولا يستقيم إلا على طريق معوج وهكذا توالت عليه الرسالات والكتب السماوية بالنزول وهي لنفس الهدف. وآخرها الرسالة المحمدية الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان وكل الخير فيها وتنادي بمختلف حقوق الإنسان وإن اتبع سبل الخير فاز وأفلح وإن اتبع سبيل الشيطان خسر وندم أشد الندم، وبعد أن استطاع هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد جهد جهيد أن يرسخ هذه الرسالة العظيمة في قلوب وعقول المسلمين وبموته ختم الله الرسالات السماوية بعد أن ترك نظام فريد لعلاقة الإنسان بربه وعلاقته بالآخرين وإن أصل الحكم العدل والمساواة بدون ظلم ولا طغيان ولا أكل حقوق الآخرين بالباطل والدعوة للأخلاق الحميدة، ولكن للأسف الشديد بدأ المسلمون يتغيرون شيئاً فشيئاً وينسون تعاليم دينهم ويبتعدون عنه وهم الأعلم بتعاليمه وانتشرت بينهم العداوة والبغضاء والقتال والتآمر على أكل أرزاق البلاد والعباد باسم مصلحة الشعوب مع إن هذه الثروة تكفي الجميع لكي يعيشوا بكرامة وحب ووئام لكن الطمع والتفرد بكل شيء حال دون ذلك حتى أصبحوا أضحوكة تتلاعب بهم الدول الأخرى!. وفاقهم خبثاً وخسة بعض الفئات التي برزت على السطح لم يصدق الكثيرون درجة خبثهم فلقد فاقت كل التوقعات فهم آلموا أمة محمد صلى الله عليه وسلم كثيرا. كذلك العالم أصبح في وضع خطير يأكل القوي فيه الضعيف وزادت وتيرة قتل الأبرياء حول العالم بدون ذنب أو وجه حق وسلب ثرواتهم حتى ضاقت الأرض بذلك وحتى جاء موعد الحساب والعقاب. وما هذا الذي يحدث في العالم اليوم إلا صورة ربما يسيرة من العقاب فلم يستثن من عدله أحد، كل الأمم وكل الديانات ولم يكن أحد في مأمن من ذلك ولا مُستثنى من عدل السماء والكل دفع فاتورة باهظة الثمن من الأنفس ومن الثروات وأصيب العالم بالجنون والتخبط. فسجن هذا الفيروس الناس وجعلهم حبيسي المنازل والمستشفيات وربما العلاج الناجع بعيد المنال وانظروا معي لمن سددت هذه الفاتورة لفيروس كورونا الحقير الذي لا يرى بالعين المجردة يقتله الماء والصابون إذا كان في الخارج، ومن ضمن علاجه التباعد الاجتماعي والمكوث في المنزل والبعد عن الأهل والأحباب وفقدان مصادر الرزق والتجارة والاستمتاع بجمال الطبيعة فهل هناك معاناة أشد من ذلك فلا يسعني إلا أن أقول الحمد لله على كل حال. [email protected]