10 نوفمبر 2025
تسجيلإبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم شهر رمضان المبارك، أظلنا ليعلمنا الكثير من الدروس ونعيش مع معانيه، ويحمل لنا كذلك منظومة القيم الإيجابية التي يجب ان تصحبنا في واقع حياتنا خلال هذا الشهر وبعد رحليه، فوطننا الغالي والأمة بل والبشرية جمعاء اليوم تعاني من وباء وجائحة (فيروس كورونا)، فمن هذه المعاني والقيم التي يحملها لنا: يُعلّمنا ويحمل لنا رمضان تعظيم شعائر الله، والقيام بحقها كما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لشعيرة الصيام بل وجميع الشعائر، ((ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ))، "من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ". ويُعلمنا ويحمل لنا الاستبشار والفأل بقدوم هذا الشهر المبارك وما به من نفحات إلهية، لجدير ان نفرح به، ففي الحديث الشريف "أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارَكٌ، فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِم". ويُعلمنا ويحمل لنا استثمار الوقت بأحسن وأفضل ما يكون، وخاصة ونحن مع جائحة "فيروس كورونا"- خلك في البيت- فلا تجلس مع منصات التواصل الاجتماعي ليل نهار، والأنامل لا تكاد تقف عنها من موقع إلى موقع اخر، وغيرها من الملهيات ومنغصات الصيام، فتضيع الكثير من الأوقات. فإذا جئت تحتفل في نهاية الشهر بالطاعات والقربات التي قدمتها فلا تجد إلا ضياع الأوقات ثم الندم والتحسر، "فقال: شَقِي عبدٌ أدرك رمضان فانسَلَخ منه ولم يُغفَر له، فقلت: آمين،...". فحكم عقلك وبصيرتك، واحرص كل الحرص على اغتنام هذه الفرصة ونفائس الوقت في هذه الشهر، فمن أوله إلى أخره أوقاته غالية، وأجمل الأوقات أن تُصرف في قراءة كتاب ربنا سبحانه وتعالى، كتاب الراحة والطمأنينة في زمن القلق النفسي والخوف، وكتاب الهداية والعمل في حركة الحياة. ((إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)). ويُعلمنا ويحمل لنا أن التواصل مع من كان يزور والدك أو من كان والدك يزوره، أو من كان يزورك في مجلسك أو من كنتَ أنتَ تزوره، في هذه الأيام- ووباء- فيروس كورونا- يمكنك التواصل عن طريق الهاتف أو عن طريق منصات التواصل الاجتماعي. ففي الحديث "إن أبر البر أن يصل الرجل ودَّ أبيه". فمن فقه هذا المعنى من التوجيه النبوي أخذ منه ما يحرك مشاعره ليكون عملياً في واقع حياته. ويُعلّمنا ويحمل لنا أن مساحات الخير وميادينه لا تقف عند مساحة واحدة، وإنما دوائره لا حد لها من الخير والمعروف والبر، وصوره كثيرة متعددة المجالات، "وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ حتى ينسلِخَ"، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلنا أن نفتح ونطرق أبواب العطاء، فلا نحرم أنفسنا من ميادين الخير. يُعلّمنا ويحمل لنا أن الصلح بكل معانيه خير، والمبادرة في ذلك لهو آكد وأعمق، ولا تنتظر من أحد أن يبادرك بل أنتَ بادر ومدَّ يدك للصلح، "فيُعرِضُ هذا، ويُعرِضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام"، هذا هو كمال الوعي والفقه والعمل والممارسة في حركة الحياة، وما أجمله وما أحلاه من معنى لو يمشي معنا في واقع حياة الأفراد رجال ونساء، والمجتمعات والأمم، لوجدنا السلام والمودة والرحمة والإحسان، ((وَالصُّلْحُ خَيْرٌ))، إنها لفرصة استثمارية للصلح ونبذ كل خلاف في شهر الخيرات والنفحات. فربي يرعانا جميعاً ويحفظنا ويصلح ويؤلف بين قلوبنا ويجمعنا على محبته، وأن يرضى عنا سبحانه، فحياتنا لا تحتاج كل هذا الخصام والعناد والتناحر والفصام النكد. "ومضة" فهذه بعض مما يعلمنا ويحمل لنا رمضان من دروس ومعانٍ، وما أكثرها!. فكل واحد منا رجالا ونساء له القدرة أن يغترف منها لإصلاح نفسه وإصلاح مجتمعه وأمته، وأن يكون له تأثير في مساحات البشرية الممتدة، وهي تعاني اليوم من هذه الجائحة -فيروس كورونا- وغيرها الكثير من الأزمات، ألا من رجعة حقيقية صادقة مع الله تعالى نحن كمسلمين أولاً ثم الإنسانية بدون استثناء. لأجل قطر خلك في البيت.. ولأجل مجتمعك خلك في البيت.. واستفد واستثمر وقتك.. ربي يحفظكم.