18 نوفمبر 2025

تسجيل

ازرع قيمة

27 أبريل 2015

كل منا لديه القدرة والإمكانية والاستطاعة في زرع أو نشر وتعزيز قيمة من قيم الخير والصلاح والإصلاح والعدل والإحسان في محيطه الاجتماعي أو في الأمة بدون تكلف أو تصنّع، فحب الخير والسعي له فطرة فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها، أما السلبي المنعزل أو من يقول-ما عليّ من الناس، نفسي نفسي- أو الذي يبث القيم السلبية في المجتمع والأمة، فهو بالوصف هذا يخفي ما وهبه الله تعالى من إمكانية وقدرة من إيجابية في نفسه وتفكيره وحركته. ومن يتأمل هذا الحديث الشريف سيخرج منه بقيم كثيرة ينتفع بها هو ومن حوله، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كان له به صدقة". فمن فوائد هذا التوجيه النبوي العملي، أنه دليل على طرق أبواب الخير وأن أبوابه كثيرة ومتنوعة، وأن ما يحصل من مصالح ومنافع إذا انتفع الناس بها كانت خيراً لفاعلها وأثراً طيباً له، وفيه كذلك أن من يزرع قيمة في مجتمعه وفي أمته يجمع خيري الدنيا والآخرة. ولنتأمل كذلك هذه الكلمات الرائعة التي تحث على زرع القيم الإيجابية في هذه الحياة، فتجعل من صاحبها مفتاحاً من مفاتيح الخير أينما حلّ وارتحل، فلا نضيّع الفرص في استثمار أي زرع نزرعه في هذه الحياة، ولنجعل الإخلاص ونية الخير في جميع أعمالنا، فكرم الله لا حد له ولا عد.اصنع المعروف فالخير يرد من سقى يسقى ومن جد وجدسوف تعطي بحدودٍ وترى كرم الله بحاراً لا تحدقد تواسي في الشديدات أخا فيعين الله في أمرٍ أشدوتمد الناس في عسراتهم فيوافيك لدى الكرب مددلا يضيع الله معروف فتىً إنما الأعمال تحصى وتعدفبها يصرف سوء وبها تتقي نظرة شرٍ وحسدإن خير الناس عبدٌ صالحُ كفه للناس بالخير تمدهـــو كـالســـحـــب إذا لاح لـــهـــم كفــــــه الــواعـــد أوفــى مــا وعـــد ومن يقرأ حياة الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم أنهم ما توقفوا أبداً عن زرع وغرس وصناعة القيم في المجتمع والأمة وخدمة الإنسانية، ففي حياتهم قيم الإيمان والثبات والولاء لله ولرسوله، وقيم النهضة الإنسانية وتربية الناس على أسس ومبادئ وثوابت التي جاء بها دستور الأمة الخالد وسنة رسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم، فآتت ثمارها الجميلة والرائعة في الأمة والإنسانية وإلى يومنا هذا وماضية. ففي كل قراءة لحياتهم رضي الله عنهم سنخرج بقيم. فتأمل... "ومضة" ازرع قيمة إيجابية في نفسك واترك بصمة خير وأثرا طيباً جميلاً في مجتمعك والمكان الذي تكون فيه وفي أمتك بالقدر الذي تستطيعه، ولا تقف ولا تنتظر غيرك أن يتحرك. ففينا الخير.. واطلب من الله سبحانه وتعالى الإعانة وتوكل عليه في جميع الأمور "..احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ولا تَعْجَزْ..." وإعادة النظر في هذه الكلمات "احرص" و"واستعن" و "ولا تعجز".